للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر عن أحمد بن خالد، قال: حدّثني إسماعيل بن إبراهيم الفهريّ، قال: خطب المنصور ببغداد في يوم عَرَفة - وقال قوم: بل خطب في أيام منى - فقال في خطبته: أيها الناس؛ إنما أنا سلطان الله في أرضه؛ أسوسكم بتوفيقه وتسديده، وأنا خازنه على فيئه؛ أعمل بمشيئته، وأقسمه بإرادته، وأعطيه بإذنه؛ قد جعلني الله عليه قُفلا، إذا شاء أن يفتحني لأعطياتكم وقَسْم فيئكم وأرزاقكم فتحني، وإذا شاء أن يُقفلني أقفلني؛ فارغبوا إلى الله أيها الناس، وسلوه في هذا اليوم الشريف الذي وهب لكم فيه من فضله ما أعلمكم به في كتابه؛ إذ يقول تبارك وتعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (١) أن


= وعلى زمام الجند: إسحاق بن صالح بن مجالد.
وعلى الحرس والخاتم: عثمان بن نهيك فمات عثمان فولّى عيسى بن نهيك فمات عيسى فولّى أبا العباس الطوسي.
وعلى ديوان الخاتم: أبو منصور الكاتب من أهل خراسان.
حاجبه: عيسى بن نجيح مولاه، ثم أبو الخصيب مولاه، ثم الربيع مولاه، ثم بويع المهدي. [تاريخ خليفة ٢٨٤ - ٢٨٧].
(١) الخبر أخرجه ابن عساكر من طريقين يتعاضدان ببعضهما الأول كما عند الطبري عن إسماعيل الفهري قال سمعت المنصور في يوم عرفة على منبر عرفة يقول في خطبته: أيها الناس، إنما أنا سلطان الله في أرضه، أسوسكم بتوفيقه ورشده، وخازنه على فيئه بمشيئته، أقسمه بإرادته وأعطيه بإذنه، وقد جعلني الله تعالى عليه قفلًا إذا شاء أن يفتحني لإعطائكم، وقسم أرزاقكم، وإذا شاء أن يُقفلني عليه أقفلني، فارغبوا إلى الله تعالى، أيّها الناس، وسألوهُ، في هذا اليوم الشريف الذي وهب للمرء فيه من فضله ما أعلمكم به في كتابه إذ يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ. ... } أن يوفقني للصواب. ويسددني للرشاد ويلهمني الرأفة بكم والإحسان إليكم ويفتحني لإعطائكم وقسمة أرزاقكم بالعدل عليكم، فإنه سميع مجيب [تأريخ دمشق / المجلد ٣٢ / تر ٣٥٢٣/ ٣١١].
وأخرج ابن عساكر من طريق مبارك الطبري عن أبي عبيد الله قال: =

<<  <  ج: ص:  >  >>