للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خصم من ولي أمته، يبتزها أحكامها، ومن كان مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - خصمه كان الله عزَّ وجلَّ خصمه، فأعد لمخاصمة الله عزَّ وجلَّ ومخاصمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حججًا تضمن لك النجاة أو استسلم للهلكة، واعلم أن أبطأ الصرعى نهضة صريع هوى يدعيه إلى الله عزَّ وجلَّ ... الخبر وفي آخره- فبكى المهدي [تأريخ بغداد ٩/ ٣٠] و [تأريخ دمشق ٥٣/ ٤٢٣].
قلت أما أبو همام (الوليد بن شجاع) فهو ثقة من العاشرة [تقريب / تر ١٤٢٨] وأما إبراهيم بن أعين فليس هو الشيباني الضعيف وإنما البصري العجلي على الأغلب ذكره ابن حبان في الثقات وأثنى عليه غيره، وأما صالح المرّي فهو مشهور بالوعظ والتذكير والبكاء من خشية الله ولا عجب أن يعظ الخليفة بهذه الصيغة على ضعف في روايته للحديث وعلى ما يبدو فإن المهدي أسكنه بغداد ليعظه ويذكره عن قرب فقد قال ابن حبان في ترجمته من أهل البصرة أقدمه المهدي إلى بغداد فسمع منه البغداديون وقال ابن الأعرابي كان الغالب على صالح كثرة الذكر والقراءة بالتحزين وقال عفان كان شديد الخوف من الله كأنه ثكلى إذا قصَّ [سير أعلام ٨/ ٤٢] و [تهذيب الكمال / ت ٢٧٩٦].
ثالثًا: تساهل المهدي في الجوائز والمنح (على غير عادة أسلافه ومنهم المنصور أبوه) التي أغدقها على الشعراء والأدباء.
لقد عُرِف عن المنصور رحمه الله حرصه على المال العام حتى وصفه بعض الرواة المجاهيل بالبخل ولا يصح ذلك ولقد بلغ من حرصه أن العالم الجليل المعروف هشام بن عروة دخل عليه وطلب منه أن يؤدي عنه دينه البالغ مئة ألف دينار فلم يؤدّ عنه سوى عشرة آلاف أي عشر المبلغ ولم يكن يغدق على الشعراء والمداحين.
بينما فتح المهدي بابا على نفسه مخالفًا لما كان عليه أبوه المنصور ومعظم خلفاء بني أمية وجميع الخلفاء الراشدين - وتبعه في تلك الخصلة المرفوضة في ميزان السياسة الشرعية.
فقد أخرج ابن عساكر من طريق الحسين بن علي الأزدي نا محمد بن عمر الجرجاني عن المفضل الضبي:
قال: كنتُ يومًا جالسًا على باب منزلي، أحتاج إلى درهم، وعلي دين عشرة آلاف =

<<  <  ج: ص:  >  >>