وإنّ صخرًا لتأتَمُّ الهدَاة به ... كأنه عَلَمٌ في رأسه نارُ فقال: قد قلت له، وأبي عليّ، وأوما إلى إِسْحَاق بن بزيع، قلت: الصواب مع أمير المؤمنين، ثم قال: يا مفضل حدثني، فحدثته حتى انتصف النهار، وقال: يا مفضل كيف حالك؟ قلت: يا أمير المؤمنين كيف يكون حال مَنْ عليه عشرة آلاف درهم وليس معه درهم؟ فقال: يا إسحاق أعْطه عشرة آلاف درهم قضاء لدينه، وعشرة آلاف درهم يستعين بها على دهره، وعشرة آلاف درهم يصلح بها من شأنه [تأريخ دمشق / مجلد ٥٣/ ٤٤١]. وهناك روايات كثيرة ضعيفة الإسناد تتعاضد مع بعضها لتؤكد الأصل الذي ذكرناه (ثالثًا) وإن كان في متونها مبالغة واضحة. رابعًا: سماحة الخليفة المهدي وسعة صدره: أخرج الخطيب البغدادي من طريق أبي خليفة ثنا رفيع بن سلمة عن أبي عبيدة قال: كان المهدي يصلي بنا الصلوات في المسجد الجامع بالبصرة لما قدمها فأُقيمت الصلاة يومًا فقال أعرابي: يا أمير المؤمنين لست على طهر وقد رغبتُ إلى الله في الصلاة خلفك فَمُرْ هؤلاء أن ينتظروني فقال انتظروه رحمكم الله ودخل إلى المحراب ووقف إلى أن قيل له قد جاء الرجل فَكَبَّر فعجب الناس من سماحة أخلاقه [تأريخ بغداد ٥/ ٤٠٠] وأخرجه الخطيب كذلك من طريق أبي شعيب الحراني ثنا أبو زيد قال سمعت الضحاك قال قدم المهدي علينا البصرة فخرج يصلي العصر فقام إليه أعرابي فقال يا أمير المؤمنين مر =