قلت إن الأستاذ العش رحمه الله كان دقيقًا في بحثه هذا عندما قال: [لكننا لا نعلم بالضبط والتأكيد كيف فكر الرشيد بقتل جعفر وكيف انتهى به الأمر إلى ذلك؟ إن هناك صعوبة ولا ريب في كشف الأمر ... إلخ] ويؤيد كلام العش هذا ما أخرجه محمد بن عبدوس الجهشياري عن الذي نفذ أمر الرشيد بقتل جعفر وهو الخادم مسرور الكبير الذي لا يعلم لقتله سببًا سوى حسد الحساد وسعي الواشين وذلك سبب ولكنه ليس السبب الوحيد لكن حقيقة الأمر بقي سرًّا في صدر هارون لايعلم كنهه إلّا الله فقد أخرج الجهشياري قال: قال عبيد الله بن يحيى بن خاقان سألت مسرور الكبير في أيام المتوكل -وكان قد عمّر إليها ومات فيها- عن سبب قتل الرشيد جعفر وإيقاعه بالبرامكة فقال: كأنك تريد ما تقول العامة فيما ادعوه من أمر المرأة وأمر المجامر التي اتخذها للبخور في الكعبة؟ فقلت له ما أردت غيره فقال (أي مسرور) لا والله ما لشيء من هذا أصل، ولكنه من ملل موالينا وحسدهم] كتاب الوزراء والكتاب / ٢٥٤. (١) قال خليفة وفيها (أي ١٨٧ هـ) وجّه أمير المؤمنين هارون ابنه القاسم على صائفة الروم =