للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها أغزى الرشيد ابنه القاسم الصائفة فوهبه لله وجعله قربانًا له ووسيلة، وولاه العواصم (١).


= يبحث الأستاذ العش المواضبع التالية - سياسة البرامكة مع آل علي - سياسة البرامكة مع العصبية العربية - سياسة البرامكة في المال والتنظيم - سياسة البرامكة القومية. وذكرنا لهذه الأمور لا يعني أننا نوافق الأستاذ العش في كل ما ذكر فعلى سبيل المثال ذكر أن جند العباسية من العجم بلغت خمسمائة ألف رجل كما ذكر الطبري (٦/ ٤٦٤) وهذا لا يصح سندًا ولا متنًا بل هو أمر مبالغ فيه. ويذكر الأستاذ العش الأسباب المباشرة وغير المباشرة ويقول في آخرها: وقد يكون كل ما ذكروه ذا أثر في النكبة وقد تكون تضافرت جممع الأسباب فأدت إلى النكبة لكنا لا نعلم بالضبط والتأكيد كيف فكر الرشيد بقتل جعفر؟ وكيف انتهى به الأمر إلى ذلك؟ إن هناك صعوبة ولا ريب في كشف الأمر فهارون قد استمر بقية حياته وهو غير نادم على نكبتهم فهو لم يطلق سراحهم حتى بعد أن قتل جعفر بزمن بعيد [من تأريخ عصر الخلافة العباسية للدكتور يوسف العش ٦٤ - ٧٠].
قلت إن الأستاذ العش رحمه الله كان دقيقًا في بحثه هذا عندما قال: [لكننا لا نعلم بالضبط والتأكيد كيف فكر الرشيد بقتل جعفر وكيف انتهى به الأمر إلى ذلك؟ إن هناك صعوبة ولا ريب في كشف الأمر ... إلخ] ويؤيد كلام العش هذا ما أخرجه محمد بن عبدوس الجهشياري عن الذي نفذ أمر الرشيد بقتل جعفر وهو الخادم مسرور الكبير الذي لا يعلم لقتله سببًا سوى حسد الحساد وسعي الواشين وذلك سبب ولكنه ليس السبب الوحيد لكن حقيقة الأمر بقي سرًّا في صدر هارون لايعلم كنهه إلّا الله فقد أخرج الجهشياري قال: قال عبيد الله بن يحيى بن خاقان سألت مسرور الكبير في أيام المتوكل -وكان قد عمّر إليها ومات فيها- عن سبب قتل الرشيد جعفر وإيقاعه بالبرامكة فقال: كأنك تريد ما تقول العامة فيما ادعوه من أمر المرأة وأمر المجامر التي اتخذها للبخور في الكعبة؟ فقلت له ما أردت غيره فقال (أي مسرور) لا والله ما لشيء من هذا أصل، ولكنه من ملل موالينا وحسدهم] كتاب الوزراء والكتاب / ٢٥٤.
(١) قال خليفة وفيها (أي ١٨٧ هـ) وجّه أمير المؤمنين هارون ابنه القاسم على صائفة الروم =

<<  <  ج: ص:  >  >>