نَقَضَ الذِي أَعْطَيتَهُ نِقْفور ... وعليه دائرةُ الْبَوارِ تَدورُ
أَبْشِرْ أَميرَ المؤمنين فإنه ... غُنْمٌ أَتاكَ بهِ الإِلهُ كبيرُ
فلقَدْ تَباشَرَتِ الرَّعيَّة أَنْ أَتى ... بالنَّقْضِ عَنْهُ وافِدٌ وَبشيرُ
وَرَجَتْ يمينَكَ أَنْ تعجَلَ غَزوَة ... تشفي بالنفوسَ مكانُها مَذْكورُ
أَعْطاكَ جِزْيمهُ وطأْطأَ خَدَّهُ ... حَذَرَ الصَّوارِم والرَّدَى مَحْذورُ
فأجرْتَه من وقعها وكأنها ... بأكفنا شُعَلُ الضرام تطيرُ
وصرفت بالطّول العساكر قافلًا ... عنه وجارك آمنٌ مسرور
نقفور إنك حين تغدر إن نأى ... عنك الإمام لجاهل مغرور
أظننت حين غدرت أنك فعلت ... هبلتك أمك ما ظننت غرور
ألقاك حَينُك في زواجر بحره ... فطمت عليك من الإمام بحور
إن الإمام على اقتسارك قادرٌ ... قربت ديارك أم نأت بك دور
ليس الإمام وإن غفلنا غافلًا ... عمّا يسوس بحزمه ويُديرُ
ملكٌ تجرَّد للجهاد بنفسه ... فعدوّه أبدًا به مقهور
يا من يريد رضا الإله بسعيه ... واللهُ لا يخفى عليه ضمير
لا نصح ينفع من يغُشُّ إمامه ... والنّصح من نصائحه مشور
نصح الإمام على الأنام فريضة ... ولأهلها كفّارة وطهور
وقال التيميّ:
لَجَّتْ بِنِقْفورَ أسبابُ الرَّدَى عَبَثا ... لمَّا رَأَتْهُ بِغِيلِ الليثِ قَدْ عَبثا
ومنْ يَزُرْ غِيلَهُ لا يَخْلُ مِنْ فَزَعٍ ... إنْ فاتَ أَنيابَهُ والمِخْلَبَ الشَّبِثا
خانَ العُهودَ وَمَنْ يَنكُثْ بِها فعَلَى ... حَوْبائهِ، لا على أَعدائِهِ نكثَا
كانَ الإِمامُ الذِي تُرْجَى فواضِلهُ ... أَذاقَهُ ثمرَ الحِلْمِ الذي وَرِثا
فرَدّ أُلفَتهُ مِنْ بَعدِ أَنْ عَطَفتْ ... أَزواجُهُ مَرِهًا يُبْكينَهُ شعِثَا
فلما فرغ من إنشاده، قال: أوَ قد فعل نقفور ذلك! وعلم أن الوزراء قد