للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قال السيوطي: وكان يحب العلم وأهله ويعظم حرمات الإسلام ويبغض المراء في الدين ...
وقال: وكان يبكي على نفسه وإسرافه وذنوبه سيما إذا وعظ وكان يحب المديح ويجيز عليه الأموال الجزيلة وله شعر.
وقال: ودخل عليه مرة ابن السماك الواعظ فبالغ في احترامه فقال له ابن السماك تواضعك في شرفك أشرف من شرفك ثم وعظه فأبكاه.
وكان يأتي بنفسه إلى بيت الفضيل بن عياض.
فقال عبد الرزاق: كنت مع الفضيل بمكة فمرّ هارون فقال فضيل: الناس يكرهون هذا، وما في الأرض أعزّ عليَّ منه، لو مات لرأيت أمورًا عظامًا [تأريخ الخلفاء للسيوطي / ٢٨٤].
ثامنًا: المستشار العلمي للخليفة الرشيد وصراحته في مناصحة الخليفة ومستوى فهمه لمقاصد السياسة الشرعية.
ونعني بهذا المستشار الإمام الفقيه الثقة أبا يوسف صاحب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنهما - فقد ألّف كتابًا قيّمًا خاصًّا بالسياسة الشرعية وتحديدًا - السياسة المالية مع بيان أصول عامة في السياسة الشرعية وهذه مقتطفات من ذلك الكتاب [كتاب الخراج لأبي يوسف]:
يا أمير المؤمنين، إن الله وله الحمد قد قلَّدك أمرًا عظيمًا: ثوابه أعظم الثواب، وعقابه أشد العقاب. قلدك أمر هذه الأمة فأصبحتَ وأمسيت وأنت تبنى لخلق كثير قد استرعاكهم الله وائتمنك عليهم وابتلاك بهم وولَّاك أمرهم، وليس يلبث البنيان إذا أسس على غير التقوى أن يأتيه الله من القواعد فيهدمه على من بناه وأعان عليه. فلا تضيعن ما قلدك الله من أمر هذه الأمة والرعيَّة، فإن القوَّة في العمل بإذن الله. [كتاب الخراج / ٣٣].
وهذه نصيحة أخرى جديرة أن تكتب بماء الذهب: يقول أبو يوسف مخاطبًا الخليفة: إن العدل وإنصاف المظلوم وتجنب الظلم مع ما في ذلك من الأجر يزيد من الخراج وتكثر به عمارة البلاد والبركة مع العدل تكون وهي تفقد مع الجور، والخراج المأخوذ مع =

<<  <  ج: ص:  >  >>