للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فمن يطلب لقاءك أو يُرِدْهُ ... فبالحرمين أو أقصى الثغور
فَفي أرض العدو على طِمْرِ ... وفي أرض التّرفّهِ فوق كورِ
وما حاز الثغور سواك خلق ... من المستخلفين على الأمور
[البداية والنهاية ٨/ ١٢٩] وانظر الأبيات في صحيح تأريخ الطبري (٨/ ٣٢١).
سادسًا: العلامة المؤرخ ابن خلدون يردّ على الروايات الكاذبة عن الرشيد وسيرته قال ابن خلدون: إن حال الرشيد في اجتناب الخمر كانت معروفة عند بطانته وأهل مائدته، ولقد ثبت عنه أنه عهد بحبس أبي نواس لما بلغه من انهماكه في المعاقرة حتى تاب وأقلع.
ويقول ابن خلدون أيضًا: وأمّا ما تموّه به الحكاية من معاقرة الرشيد الخمر واقتران سكره بسكر الندمان فحاش لله "ما علمنا عليه من سوء" وأين هذا من حال الرشيد وقيامه بما يجب لمنصب الخلافة من الدين والعدالة، وما كان عليه من صحابة العلماء والأولياء ومحاوراته للفضيل بن عياض وابن السماك والعمري ومكاتبته سفيان الثوري وبكائه من مواعظهم ودعائه بمكة في طوافه، وما كان عليه من العبادة والمحافظة على أوقات الصلوات وشهود الصبح لأول وقتها [مقدمة ابن خلدون / ٤٤، قلت ولم يرد من طريق صحيح ولا حسن ولا من مظان الحسن ولا من طريق حتى ضعيف خفيف الضعف ما يثبت أنه كان مُنْشَغِلًا بالشراب وما إلى ذلك والحمد لله على نعمة الإسناد. ونرجع إلى نقد العلامة ابن خلدون لمتون تلك الروايات المكذوبة إذ يقول: وأيضًا فقد كان من العلم والسذاجة (أي البساطة) بمكان لقرب عهده من سلفه المنتحلين لذلك ولم يكن بينه وبين جده أبي جعفر بعيد زمن، إنما خلفه غلامًا وقد كان أبو جعفر بمكان من العلم والدين قبل الخلافة وبعدها. وهو القائل لمالك حين أشار عليه بتأليف الموطأ "يا أبا عبد الله إنه لم يبق على وجه الأرض أعلم مني ومنك وإني قد شغلتني الخلافة فضع أنت للناس كتابًا ينتفعون به تجنّب فيه رخص ابن عباس وشدائد ابن عمر ووطئه للناس توطئة" قال مالك فوالله لقد علّمني التصنيف يومئذ [مقدمة ابن خلدون / ٤٦].
سابعًا: وهذه مقتطفات من ترجمة الإمام الحافظ السيوطي لأمير المؤمنين هارون الرشيد. =

<<  <  ج: ص:  >  >>