فقد روى ابن أبي حاتم عن أبي بشر الدولابي عن محمد بن إدريس (وراق الحميدي) عن الحميدي عن الشافعي أنه ولي الحكم بنجران من أرض اليمن ثم تعصبوا عليه ووشوا به إلى الرشيد هارون أنه (أي الشافعي) يروم الخلافة، فحمل على بغل في قيدٍ إلى بغداد فدخلها في سنة أربع وثمانين ومائة وعمره ثلاثون سنة، فاجتمع بالرشيد فتناظر هو ومحمد بن الحسن بين يديه وأحسن القول فيه محمد بن الحسن وتبيّن للرشيد براءته مما نسب إليه وأنزله محمد بن الحسن عنده [البداية والنهاية ٨/ ١٥٢]. ولقد حرص الخلفاء العباسيون (وهم من آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -) أن يصطحبوا العلماء في حلّهم وترحالهم وكذلك القضاة: فها هو عبد الله بن محمد بن عمران الذي تولَّى قضاء المدينة عدة مرات للمهدي ومن بعده للمنصور يصحبه الرشيد في رحلته الأخيرة فيموت عند أمير المؤمنين بطوس [أخبار القضاة ١/ ٢٢٩]. خامسًا: بعض أقوال العلماء في ترجمتهم له: قال الذهبي في ترجمته: وكان من أنبل الخلفاء وأحشم الملوك ذا حجّ وجهاد وغزوٍ وشجاعة ورأي، وكان يحب المديح ويجيز الشعراء ويقول الشعر [سير أعلام ٩/ ٢٨٧ / تر ٨١]. وقال الذهبي أيضًا ردًّا على من اتهمه دون تَثَبُّت: حجّ (أي هارون) غير مرةٍ وله فتوحات ومواقف مشهودة ومنها فتح مدينة هرقلة ومات غازيًا بخراسان وقبره بمدينة طوس، عاش خمسًا وأربعين سنة وصلى عليه ولده صالح توفي في ثالث جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة [سير أعلام ٩/ ٢٩٠]. وأما عن علاقته بأبناء عمومته من آل علي فقد قال: وأحسن إلى العلوية. قلنا والروايات التأريخية الصحيحة كما ذكر تؤيد أقوال الذهبي السابقة الذكر وقال ابن كثير في ترجمته: وقد غزا الصائفة في حياة أبيه مرارًا وعقد الهدنة بين المسلمين والروم بعد محاصرته القسطنطينية .... ثم لما أفضت إليه الخلافة في سنة سبعين ومائة كان من أحسن الناس سيرة وأكثرهم غزوًا وحجًّا بنفسه ولذلك قال أبو المعالي: =