قلنا: ولقد علّق المحدث الألباني رحمه الله على قول البخاري هذا فقال: (من هو هذا البعض؟ ). قلنا: ولا يظن أحد من الأئمة أن الإمام البخاري رحمه الله وهو إمام المحدثين يقول هذا بلا مستند والله أعلم. وقال البيهقي نقلًا عن علي بن المدائني: لما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلَّا عن إبراهيم بن أبي يحيى. ثم قال البيهقي: وقد تابعه على ذلك موسى بن عبيدة الربذي عن أيوب بن خالد إلَّا أن موسى بن عبيدة ضعيف، وروي عن بكر بن الشرود، عن إبراهيم بن أبي يحيى عن صفوان بن سليم عن أيوب بن خالد، وإسناده ضعيف (الأسماء والصفات / ٣٨٤). وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: وقد تكلم في هذا الحديث علي بن المديني والبخاري والبيهقي وغيرهم من الحفاظ: قال البخاري في التأريخ: وقال بعضهم: عن كعب وهو أصح، يعني أن هذا الحديث مما سمعه أبو هريرة وتلقاه من كعب الأحبار، فإنهما كانا يصطحبان ويتجالسان للحديث فهذا يحدث عن صحفه وهذا يحدثه بما يصدقه عن النبي. فكان هذا الحديث مما تلقاه أبو هريرة عن كعب عن صحفه فوهم بعض الرواة فجعله مرفوعًا إلى النبي وأكد رفعه بقوله: أخذ رسول الله بيدي، ثم في متنه غرابة شديدة فمن ذلك أنه ليس فيه ذكر خلق السموات وفيه ذكر خلق الأرض وما فيها في سبعة أيام، وهذا خلاف القرآن لأن الأرض خلقت في أربعة أيام ثم خلقت السموات في يومين من دخان (قصص الأنبياء / ٤٤) ا. هـ كلام ابن كثير.