للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤ - حدثنا محمد بن عبد الله بن بَزِيع، قال: حدثنا الفُضيل بن سليمان، حدثني محمد بن زيد، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، قال: أخبرني ابن سلام وأبو هريرة، فذكرا عن النبي الساعة التي في يوم الجمعة، وذكرا: أنه قالها؛ قال عبد الله بن سلام: أنا أعلم أيّ ساعة هي؛ بدأ الله في خلق السموات والأرض يوم الأحد، وفرغ في آخر ساعة من يوم الجمعة، فهي في آخر ساعة من يوم الجمعة (١). (١: ٢٣).

١٥ - حدَّثني المثنّى، قال: حدَّثنا الحجَّاج، حدَّثنا حمَّاد عن عطاء بن السائب، عن عِكْرمة: أن اليهود قالوا للنبي: ما يوم الأحد؟ فقال رسول الله: خلق الله فيه الأرض وبسَطها، قالوا: فالإثنين؟ قال: خلق الله فيه آدم، قالوا: فالثلاثاء؟ قال: خلق فيه الجبال والماء وكذا وكذا وما شاء الله، قالوا: فيوم الأربعاء؟ قال: الأقوات، قالوا: فيوم الخميس؟ قال: خلق السموات، قالوا: فيوم الجمعة؟ قال: خلق الله في ساعتين الليل والنهار، ثم قالوا: السبت - وذكروا الراحة - قال: سبحان الله! فأنزل الله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَينَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} (٢). (١/ ٢٣ / ٢٤).

١٦ - فقد بيّن هذان الخبران اللذان رويناهما عن رسول الله: أن الشمس


= وقال ابن كثير أيضًا في تفسيره:
وهذا الحديث من غرائب مسلم وقد تكلم عليه بن المديني والبخاري وغير واحد من الحفاظ وجعلوه من كلام كعبٍ، وأبو هريرة إنما سمعه من كعب الأحبار، وإنما اشتبه على بعض الرواة فجعله مرفوعًا وقد حرر ذلك البيهقي (تفسير القرآن العظيم / ٢٢٦) ا. هـ.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: هذا الحديث طعن فيه من هو أعلم من مسلم مثل يحيى بن معين ومثل البخاري وغيرهما وذكر البخاري: أن هذا الكلام من كلام كعب الأحبار. وطائفة اعتبرت صحته مثل أبي بكر الأنباري وأبي الفرج ابن الجوزي وغيرهما. والبيهقي وغيره وافقوا الذين ضعفوه وهذا هو الصواب لأنه قد ثبت بالتواتر أن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وثبت أن آخر الخلق كان يوم الجمعة فلزم أن يكون أول الخلق يوم الأحد.
(الفضل المبين ٤٣٣). قلنا: والحديث صححه الألباني في سلسلته الصحيحة والله أعلم.
(١) ضعيف.
(٢) إسناد مرسل ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>