للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣١ - قال أبو جعفر: وأوْلى القولين في ذلك عندي بالصواب قولُ من قال: إن الله تبارك وتعالى خلق الماء قبل العرش؛ لصحة الخبر الذي ذكرتُ قبلُ عن أبي رَزين العُقَيلي عن رسول الله أنه قال حين سئل: أين كان ربنا عزّ وجلّ قبل أن يخق خلقه؟ قال: "كان في عماء، ما تحته هواءٌ، وما فوقه هواء، ثم خلق عرشه على الماء"، فأخبر أن الله خلق عرشه على الماء. ومحال إذا كان خَلقه على الماء أن يكون خلقه عليه؛ والذي خلقه عليه غيرُ موجود، إما قبله أو معه؛ فإذا كان ذلك كذلك، فالعرش لا يخلُو من أحد أمرين؛ إما أن يكون خُلِق بعد خلق الله الماء، وإما أن يكون خُلِق هو والماء معًا. فأما أن يكونَ خلقه قبل خلق الماء؛ فذلك غيرُ جائز صحته على ما رُوِيَ عن أبي رَزين، عن النبيّ (١). (٤٠: ١).

وقد قيل: إن الماء كان على متن الريح حين خلق عرشه عليه، فإن كان ذلك كذلك، فقد كان الماء والريح خُلِقا قبل العرش.

ذكر من قال: كان الماء على متن الريح:

٣٢ - حدثني ابن وكيع، قال: حدثنا أبي عن سفيان، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، قال: سئل ابن عباس عن قوله عزّ وجل: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}: على أيّ شيء كان الماء؟ قال: على متن الريح (٢). (١: ٤٠).

٣٣ - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدَّثنا محمد بن ثوْر عن معمّر، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، قال: سئل ابنُ عباس عن قوله عزَّ وجلَّ: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}: على أيّ شيء كان الماء؟ قال: على متن الريح (٣). (١: ٤٠).

٣٣ / أ - حدثنا القاسم بن الحسن، حدثنا الحسين بن داود، حدثني حجاج،


(١) قد بينا ضعف حديث أبي رزين العقيلي فلا يصح.
(٢) شيخ الطبري هنا ضعيف وقد رواه موقوفًا على ابن عباس مع عنعنة الأعمش وهو مدلس.
(٣) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>