للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجعل آية النهار مبصرة. وقد رُوي عن رسول الله في سبب اختلاف حالتي آية الليل وآية النهار أخبارٌ أنا ذاكر منها بعضَ ما حضرني ذكره. وعن جماعة من السلف أيضًا نحو ذلك (١). (١: ٦٣).

٨٢ - فممّا روي عن رسول الله في ذلك، ما حدثني محمد بن أبي منصور الآمُليّ، حدثنا خلف بن واصل، قال: حدثنا عمر بن صبْح أبو نعيم البلخيّ، عن مقاتل بن حيّان، عن عبد الرحمن بن أبْزَى، عن أبي ذَرّ الغِفاريّ، قال: كنتُ آخذُ بيد رسول الله ونحنُ نتماشَى جميعًا نحو المغرب، وقد طَفَلت الشمس، فما زلنا ننظر إليها حتى غابت؛ قال: قلتُ: يا رسول الله، أين تغرُب؟ قال: تغرب في السماء، ثم تُرْفع من سماء إلى سماء حتى ترفع إلى السماء السابعة العليا؛ حتى تكون تحت العرش، فتخرّ ساجدة، فتسجد معها الملائكة الموكّلون بها، ثم تَقول: يا ربّ، مِنْ أين تأمرني أن أطلع، أمن مغربي أم منْ مطلعي؟ قال: فذلك قوله عزّ وجلّ: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} حيث تحبَس تحت العرش، {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} قال: يعني بـ "ذلك" صُنْعَ الربّ العزيز في ملكه العليم بخلقه. قال: فيأتيها جَبرائيل بحُلّة ضوء من نور العرش، على مقادير ساعات النهار، في طوله في الصيف، أو قصره في الشتاء، أو ما بين ذلك في الخريف والربيع. قال: فتلبس تلك الحلة كما يلبسَ أحدكم ثيابه، ثم تَنطلق بها في جو السماء حتى تطلع من مطلعها، قال النبي: فكأنها قد حُبست مقدار ثلاث ليال ثم لاتُكسى ضوءًا، وتؤمر أن تطلع من مغربها، فذلك قوله عزّ وجلّ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}. قال: والقمر كذلك في مطلعه ومجراه في أفق السماء ومغربه وارتفاعه إلى السماء السابعة العليا، ومحبسه تحت العرش وسجوده واستئذانه، ولكن جبْرَائيل - عليه السلام - يأتيه بالحُلّة من نور الكرسيّ. قال: فذلك قوله عزّ وجلّ: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا} قال أبو ذرّ: ثم عدلتُ مع رسول الله فصلينا المغرب. فهذا الخبر عن رسول الله [يُنْبِيء] أن سبب اختلاف حالة الشمس والقمر إنما هو أنّ ضوء الشمس من كسوة كسيتْها من ضوء العرش، وأن نورَ القمر من كسوة كُسِيَها من


(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>