للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكلّمه من فمها ولم يُبال كلامه، فخرج إليه فقال: {يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى}، يقول: هل أدلك على شجرة إن أكلت منها كنتَ مَلِكًا مثل الله تبارك وتعالى أو تكونا من الخالدين فلا تموتان أبدًا، وحلف لهما بالله إني لكما لمن الناصحين، وإنما أراد بذلك أن يبديَ لهما ما توارى عنهما من سوءاتهما بهَتْك لباسهما، وكان قد علم أن لهما سَوْءَةً لما كان يقرأ من كتب الملائكة، ولم يكن آدم يعلم ذلك، وكان لباسهما الظُّفْر، فأبى آدم أن يأكل منها، فتقدمت حواء فأكلت، ثم قالت: يا آدم كُلْ؛ فإني قد أكلتُ، فلم يضرّني، فلما أكل؛ بدت لهما سوءاتهما، وطفقا يَخْصفان عليهما من ورق الجنة (١). (١: ١٠٦/ ١٠٧).

١٣٧ - حدثنا ابن حُميد، قال: حدثنا سَلَمة عن ابن إسحاق، عن ليث ابن أبي سُلَيم، عن طاووس اليمانيّ، عن ابن عباس، قال: إن عدوّ الله إبليس عرَض نفسه على دوابّ الأرض؛ أيها تحمله حتى تدخل به الجنة حتى يكلّم آدم وزوجه، فكلّ الدواب أبي ذلك عليه، حتى كلّمَ الحية، فقال لها: أمنعُك من بني آدم، فأنت في ذمتي إن أنت أدخلتني الجنة، فجعلته بين نابَين من أنيابها ثم دخلت به، فكلمهما من فمها وكانت كاسية تمشي على أربع قوائم، فأعراها الله تعالى وجعلها تمشي على بطنها، قال: يقول ابن عباس: اقتلوها حيث وجدتموها، وأخْفِروا ذمة عدوّ الله فيها (٢). (١: ١٠٧).

١٣٨ - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا عمر بن عبد الرحمن بن مُهْرِب، قال: سمعت وهب بن منبّه يقول: لما أسكن الله تعالى آدم وزوجته الجنة، ونهاه عن الشجرة، وكانت شجرة غصونُها متشعب بعضها في بعض، وكان لها ثمر تأكله الملائكة لخلدهم، وهي الثمرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته، فلما أراد إبليس أن يستزلّهما دخل في جوف الحية، وكان للحية أربع قوائم، كأنها بُختيّة من أحسن دابة خلقها الله تعالى، فلما دخلت الحية الجنة خرج من جوفها إبليس، فأخذ من الشجرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته، فجاء بها إلى حواء، فقال: انظري إلى هذه الشجرة، ما أطيب


(١) إسناده ضعيف جدًّا وهو من الإسرائيليات.
(٢) إسناده ضعيف جدًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>