للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا آدم هل أدلُّك على شجرة الخلد وملك لا يبلى؟ وقال: {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إلا أَنْ تَكُونَا مَلَكَينِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (٢٠) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ}، أي: تكونان ملَكين أو تخلدان، أي إن لم تكونا ملكين في نعمة الجنة فلا تموتان يقول الله عزّ وجلّ: {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ} (١). (١: ١١٠/ ١١١).

١٤٤ - حدثني يونس، قال أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله سبحانه وتعالى: {فَوَسْوَسَ}: وسوس الشيطان إلى حواء في الشجرة حتى أتى بها إليها، ثم حسّنها في عين آدم، قال: فدعاها آدم لحاجته، قالت: لا، إلَّا أن تأتيَ هاهنا، فلما أتى قالت: لا، إلَّا أن تأكل من هذه الشجرة، قال: فأكلا منها، فبدت لهما سوءاتهما. قال: وذهب آدم هاربًا في الجنة، فناداه ربُّه: يا آدم، أمنّي تفرّ؟ قال: لا يا ربّ، ولكن حياءً منك، قال: يا آدم، أنَّى أُتِيتَ؟ قال: من قِبَل حواء يا رب؛ فقال الله عَزَّ وَجَلَّ فإنّ لها عليّ أن أدميَها في كل شهر مرة، كما أدمتْ هذه الشجرة، وأن أجعلها سفيهة، وقد كنت خلقتُها حليمة، وأن أجعلها تحمل كرهًا وتضع كرهًا، وَقَدْ كنت جعلتها تحمل يَسَرًا وتضع يَسَرًا. قال ابن زيد: ولولا البليّةُ التي أصابت حواء لكان نساءُ أهل الدنيا لا يَحِضْنَ، وَلَكُنَّ حليمات، ولكُنْ يحملن يسرًا، ويضعن يسرًا (٢). (١: ١١١).

١٤٥ - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيط، عن سعيد بن المسيّب، قال: سمعته يحلف بالله ما يستثني: ما أكل آدم من الشجرة وهو يعقل، ولكن حواءَ سقتْه الخمر حتى إذا سكِر قادته إليها، فأكل منها فلما واقع آدم وحواء الخطيئة، أخرجهما الله تعالى من الجنة، وسلبَهما ما كانا فيه من النعمة والكرامة، وأهبطهما وعدوهما إبليس والحيّة إلى الأرض، فقال لهم ربهم: اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ (٣). (١: ١١١/ ١١٢).

وكالذي قلنا في ذلك قال السلف من أهل العلم.


(١) إسناده ضعيف.
(٢) ضعيف.
(٣) إسناده ضعيف جدًّا وفي متنه نكارة فخمر الجنة لا يذهب العقل.

<<  <  ج: ص:  >  >>