للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحدة، حتى إذا أغرق الله قوم نوح رفعه وبقي أساسه، فبوّأه الله عزّ وجل لإبراهيم فبناه. وقد ذكرتُ الأخبار الواردة بذلك فيما مضى قبل (١). (١: ١٣٢).

١٨٢ - فذكر أن آدم - عليه السلام - بكى واشتد بكاؤه على خطيئته، وندم عليها، وسأل الله عزّ وجلّ قبول توبته، وغفران خطيئته، فقال في مسألته إياه: ما سأل من ذلك، كما حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا ابن عطية، عن قيس، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيهِ} قال: أيّ ربّ! ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى، قال: أي ربّ! ألم تنفخ فيّ من روحك؟ قال: بلى، قال: أي ربِّ! ألم تسكنّي جنتك؟ قال: بلى، قال: أي ربّ! ألم تسبق رحمتك غضبَك؟ قال: بلى، قال: أرأيت إن تبتُ وأصلحت؛ أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال: بلى! قال: فهو قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} (٢). (١: ١٣٢).

١٨٣ - حدثني بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زُرَيع عن سعيد، عن قتادة، قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} ذ كر لنا أنه قال: يا ربّ! أرايت إن أنا تبتُ وأصلحت! قال: إذًا أرجعك إلى الجنة. قال: وقال الحسن: إنهما قالا: {قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)} (٣). (١: ١٣٢).

١٨٤ - حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازيّ، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان وقيس عن خُصَيف، عن مجاهد، في قوله عزّ وجلّ: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} قال: قولة {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)} (٤). (١: ١٣٣).

١٨٥ - حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال: أخبرنا هشام بن محمد، قال: أخبرنا أبي عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: أنزل آدم معه حين أهبط من الجنة الحجر الأسود، وكان أشدّ بياضًا من الثلج، وبكى آدم وحواء على ما فاتهما -يعني من نعيم الجنة- مئتي سنة، ولم يأكلا ولم يشربا


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.
(٣) ضعيف.
(٤) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>