للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أربعين يومًا، ثم أكلا وشربا، وهما يومئذ على بَوْذ؛ الجبل الذي أهبط عليه آدم ولم يقرب حواء مئة سنة (١). (١: ١٣٣).

١٨٦ - حدثنا أبو همام، قال: حدثني أبي، قال: حدثني زياد بن خيثَمة عن أبي يحيى بائع القتّ؛ قال: قال لي مجاهد، ونحق جلوس في المسجد: هل ترى هذا؟ قلتُ: يا أبا الحجاج، الحجَر؟ قال: كذلك تقول؟ قلت: أوَ ليس حجَرًا! قال: فوالله لحدثني عبدُ الله بن عباس أنها ياقوتة بيضاء، خرج بها آدم من الجنة، كان يمسح بها دموعه، [و] أن آدم لم ترقأ دموعه منذ خرج من الجنة حتى رجع إليها ألفَي سنة، وما قدر منه إبليس على شيء، فقلت له: يا أبا الحجاج، فمن أيّ شيء اسودّ؟ قال: كان الحُيَّض يلمسْنه في الجاهلية.

فخرج آدم - عليه السلام - من الهند يؤمّ البيت الذي أمره الله عزّ وجلّ بالمصير إليه، حتى أتاه، فطاف به، ونَسَك المناسك، فذكر أنه التقى هو وحوّاء بعرفات، فتعارفا بها، ثم ازدلف إليها بالمزدلفة، ثم رجع إلى الهند مع حواء، فاتخذا مغارة يأويان إليها في ليلهما ونهارهما، وأرسل الله إليهما ملكًا يُعلّمهما ما يلبسانه ويستتران به، فزعموا أن ذلك كان من جلود الضأن والأنعام والسباع. وقال بعضُهم: إنما كان ذلك لباسَ أولادهما، فأما آدم وحواء فإن لباسَهما كان ما كانا خَصَفا على أنفسهما من ورَق الجنة. ثم إن الله عزّ ذكره مسح ظهر آدم عليه السلام بِنَعْمان من عرفة؛ وأخرج ذريّته، فنثرهم بين يديه كالذرّ، فأخذ مواثيقهم، وأشهدَهم على أنفسهم: ألستُ بربكم؟ قالوا: بلى، كما قال عزّ وجلّ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} (٢). (١: ١٣٣/ ١٣٤).

١٨٧ - حدثنا ابن وكيع ويعقوب بن إبراهيم، قالا: حدثنا ابن عُليّة عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}، قال: مسح ظهر آدم فخرج كلُّ نسمة هو خالقُها إلى يوم القيامة بنعمان، هذا الذي وراء


(١) في إسناده هشام الكلبي وأبوه متروكان.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>