للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال فيه غيرهم أقوالًا كثيرة، يطول بذكر أقوالهم الكتاب، وتركنا ذكر ذلك إذ كان قصدُنا في كتابنا هذا ذِكْر الملوك وأيامهم، وما قد شرطنا في كتابنا هذا أنّا ذاكروه فيه، ولم يكن ذكرُ اختلاف المختلِفين في نسب ملك من جنس ما أنشأنا له صنعةَ الكتاب، فإن ذكرْنا من ذلك شيئًا فلتعريف من ذكرنا؛ ليعرفه منْ لم يكن به عارفًا؛ فأما ذكر الاختلاف في نسبه فإنه غير المقصود به في كتابنا هذا (١). (١٤٦: ١).

٢٠٣ / ب - وقد خالف علماءَ الفرس فيما قالوا من ذلك آخرون من غيرهم ممن زعم أنه آدم، ووافق علماءُ الفرس على اسمه وخالفه في عينه وصفته، فزعم أن جُيومَرْت الذي زعمت الفرس أنه آدم - عليه السلام - إنما هو جامر بن يافث بن نوح، وأنه كان معمرًا سيِّدًا، نزل جبل دُنْبَاوَنْد من جبال طبَرِستان من أرض المشرق، وتملَّك بها وبفارس، ثم عظُم أمره وأمر ولده، حتى ملكوا بابل، وملكوا في بعض الأوقات الأقاليم كلَّها، وأن جُيومَرْت منع من البلاد ما صار إليه، وابتنى المدن والحصون وعمّرها، وأعدَّ السلاح، واتخذ الخيل، وأنه تجبّر في آخر عمره، وتسمى بآدم؛ وقال: من سماني بغير هذا الاسم ضربتُ عنقه، وأنه تزوج ثلاثين امرأة، فكثر منهنّ نسلُه، وأن ماري ابنه وماريانة أخته، ممن كان ولد له في آخر عمره، فأعجب بهما وقدّمهما، فصار الملوك بذلك السبب من نسلهما، وأن ملكَه اتسع وعظُم (٢). (١: ١٤٦/ ١٤٧).

٢٠٣ / ج - وإنما ذكرت من أمر جُيومَرْت في هذا الموضع ما ذكرت، لأنه لا تدافُعَ بين علماء الأمم أن جيومرت هو أبو الفرس من العجم؛ وإنما اختلفوا فيه: هل هو آدم أبو البشر على ما قاله الذين ذكرنا قولهم أم هو غيره؟ ثم مع ذلك فلأن ملكه وملك أولاده لم يزلْ منتظمًا على سياق، متسقًا بأرض المشرق وجبالها إلى أن قتل يَزْدَجِرْد بن شهريار من ولد ولده بمَرْو- أبعده الله - أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه، فتأريخ ما مضى من سني العالم على أعمار ملوكهم أسهلُ بيانًا، وأوضح منارًا منه على أعمار ملوك غيرهم من الأمم؛ إذ


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>