للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تُعلم أمة من الأمم الذين ينتسبون إلى آدم - عليه السلام - دامت لها المملكة، واتصل لهم الملك، وكانت لهم ملوك تجمعهم، ورؤوس تحامي عنهم من ناوأهم، وتغالب بهم من عَازَّهم، وتدفع ظالمهم عن مظلومهم، وتحملهم من الأمور على ما فيه حظهم على اتصال ودوام ونظام، يأخذ ذلك آخرهم عن أولهم، وغابرهم عن سالفهم سواهم، فالتأريخ على أعمار ملوكهم أصحُّ مخرجًا، وأحسن وضوحًا (١). (١: ١٤٨).

٢٠٣ / د - وأنا ذاكر ما انتهى إلينا من القول في عمر آدم - عليه السلام -، وأعمار مَنْ كان بعده من ولده الذين خلفوه في النبوة والملك، على قول من خالف قول الفرس الذين زعموا أنه جُيُومَرْت، وعلى قول من قال: إنه هو جيومرت أبو الفرس، وذاكر ما اختلفوا فيه من أمرهم إلى الحال التي اجتمعوا عليها، فاتفقوا على مَنْ ملك منهم في زمان بعينه أنه كان هو الملك في ذلك الزمان إن شاء الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم سائق ذلك كذلك إلى زماننا هذا (٢). (١: ١٤٨).

٢٠٤ - فحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا عمر بن إبراهيم عن قتادة، عن الحسن، عن سمُرَة بن جندَب، عن النبي عليه [الصلاة و] السلام قال: "كانت حواء لا يعيش لها ولد، فنذرت لئن عاش لها ولد لتسمينّه عبد الحارث، فعاش لها ولد فسمّتْه عبد الحارث، وإنما كان ذلك عن وحي الشيطان" (٣). (١: ١٤٨).

٢٠٥ - وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة عن ابن إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كانت حواء تلد لآدم فتُعبِّدهم لله عزّ وجلّ وتسميهم: عبد الله، وعبيد الله، ونحو ذلك، فيصيبهم الموت، فأتاها إبليس وآدمَ - عليه السلام -؛ فقال: إنكما لو تسمّيانه بغير الذي تسميانه به لعاش، فولدت له ذكرًا، فسميّاه عبد الحارث؛ ففيه أنزل الله عزّ ذكره، يقول الله عزّ وجلّ: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}؛ إلى قوله: {جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.
(٣) في متنه نكارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>