للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفرس تدَّعيه وتزعم: أنه كان بعد وفاة آدم بمئتي سنة، قال: وإنما كان هذا الملك فيما بلغنا بعد نوح بمئتي سنة، فصيَّره أهل فارس بعد آدم بمئتي سنة، ولم يعرفوا ما كان قبل نوح.

وهذا الذي قاله هشام قول لا وجه له؛ لأن هوشهنك الملك في أهل المعرفة بأنساب الفرس أشهر من الحجاج بن يوسف في أهل الإسلام، وكلّ قوم فهم بآبائهم وأنسابهم ومآثرهم أعلم من غيرهم؛ وإنما يُرجع في كل أمر التبس إلى أهله (١). (١: ١٥٤).

٢١٢ / د- وقد زعم بعض نسابة الفرس: أن أوشَهنج بيشداذ الملك هذا هو مهلائيل، وأن أباه فرواك هو قينان أبو مَهْلائيل، وأن سيامك هو أنوش أبو قينان، وأن ميشي هو شيث أو أنوش، وأن جُيُومَرت هو آدم.

فإن كان الأمر كما قال: فلا شك أن أوشَهنج كان في زمان آدم رجلًا، وذلك أن مَهْلائيل فيما ذكر في الكتاب الأول كانت ولادة أمه دينة بنت براكيل بن محويل بن خَنوخ بن قَين بن آدم إياه بعد ما مضى من عمر آدم ثلاثمئة سنة وخمس وتسعون سنة، فقد كان له حين وفاة آدم ستمئة سنة وخمس سنين، على حساب ما روي عن رسول الله في عمر آدم أنه كان عمره ألف سنة.

وقد زعمت علماء الفرس: أن مُلْك أوشهنج هذا كان أربعين سنة. فإن كان الأمر في هذا الملك كالذي قاله النسابة الذي ذكرت عنه ما ذكرت؛ فلم يُبْعِد من قال: إن مُلْكه كان بعد وفاة آدم بمئتي سنة (٢). (١: ١٥٤).

٢١٣ - حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمّي، قال: حدثني أبي عن أبيه، عن ابن عباس، قولِهِ عزّ وجلّ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} إلى قوله: {قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا}، قال ابن عباس: إن الله عزَّ وجلّ لما خلق آدم مسح ظهرَه، وأخرج ذريته كلّهم كهيئة الذرّ، فأنطقهم فتكلموا، وأشهدهم على أنفسهم، وجعل مع بعضهم النور. وأنه قال لآدم: هؤلاء ذريتك أُخِذ عليهم الميثاق: أني أنا ربهم لئلا يُشركوا بي شيئًا، وعليّ


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>