للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نساء صباح من بني قابيل، فاحتبس النساء الرجال، ثم مكثوا ما شاء الله. ثم قال مئة آخرون: لو نظرنا ما فعل إخوتنا! فهبطوا من الجبل إليهم، فاحتبسهم النساء. ثم هبط بنو شيث كلّهم، فجاءت المعصية، وتناكحوا واختلطوا، وكثر بنو قابيل حتى ملؤوا الأرض، وهم الذين غرقوا أيام نوح (١). (١: ١٦٧/ ١٦٨).

٢٣٩ - وأما نسابو الفرس فقد ذكرت ما قالوا في مهلائيل بن قينان، وأنه هو أوشهنْج الذي ملك الأقاليم السبعة، وبيّنت قَول مَنْ خالفهم في ذلك من نسابي العرب (٢). (١: ١٦٨).

٢٤٠ - فإن كان الأمر فيه كالذي قاله نسابو الفرس، فإني حُدِّثت عن هشام بن محمد بن السائب: أنه هو أول مَنْ قطع الشجر، وبنى البناء، وأول من استخرج المعادن وفطَّن الناس لها، وأمر أهلَ زمانه باتخاذ المساجد، وبنى مدينتين كانتا أوّلَ ما بُني على ظهر الأرض من المدائن، وهما مدينة بابل التي بسواد الكوفة، ومدينة السوس. وكان ملكه أربعين سنة (٣). (١: ١٦٨).

٢٤١ - وأما غيره فإنه قال: هو أوّلُ مَن استنبط الحديد في ملكه، فاتخذ منه الأدوات للصناعات، وقدر المياه في مواضع المناقع، وحضّ الناس على الحراثة والزراعة والحصاد واعتمال الأعمال، وأمر بقتل السباع الضارية، واتخاذ الملابس من جلودها والمفارش، وبذبح البقر والغنم والوحش والأكل من لحومها، وأن مُلْكَه كان أربعين سنة، وأنه بنى مدينة الرَّيّ، قالوا: وهي أوّل مدينة بنيت بعد مدينة جيومَرْت التي كان يسكنها بدُنْبَاوَند من طبرِستان (٤). (١: ١٦٨/ ١٦٩).

٢٤٢ - وقالت الفرس: إن أوشْهَنْج هذا وُلِد ملكًا، وكان فاضلًا محمودًا في سيرته وسياسة رعيّته، وذكروا أنه أوّل من وَضع الأحكام والحدود، وكان ملقَّبًا بذلك، يُدعَى فيشداذ ومعناه بالفارسية: أوّلُ مَنْ حكم بالعدل، وذلك أن "فاش" معناه أوّل، وأن "داذ" عدل وقضاء، وذكروا أنه نزل الهند، وتنقّل في البلاد،


(١) في إسناده الكلبي وهو متروك.
(٢) ضعيف.
(٣) ضعيف.
(٤) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>