للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويافث، فقال: ملعون كنعان بن حام؛ عبيدًا يكونون لإخوته، وقال: يبارك الله ربّي في سام، ويكون حام عبْد أخويه، ويقرض الله يافث، ويحُلّ في مساكن حام، ويكون كنعان عبدًا لهم. قال: وكانت امرأة سام بن نوح صليب بنت بتاويل بن محويل بن خَنُوخ بن قين بن آدم، فولدت له نفرًا: أرفخشد بن سام، وأشوذ بن سام، ولاوذ بن سام، وعويلم بن سام، وكان لسام إرم بن سام، قال: ولا أدري إرم لأم أرفخشد وإخوته أم لا؟

ورجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق: فنكح لاوذ بن سام بن نوح شبكة بنت يافث بن نوح فولدت له فارس وجرجام وأجناس فارس، ووُلد للاوذ مع الفرس طَسْم وعمليق، ولا أدري أهو لأمّ الفرس أم لا؟ فعمليق أبو العماليق. كلهم أمم تفرقت في البلاد، وكان أهل المشرق وأهل عُمان وأهل الحجاز وأهل الشام وأهل مصر منهم، ومنهم كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم الكنعانيون، ومنهم كانت الفراعنة بمصر، وكان أهل البحرَين وأهل عمان منهم أمة يُسمَّوْن جاسم، وكان ساكِني المدينة منهم، بنو هفّ وسعد بن هزَّان، وبنو مطر، وبنو الأزرق. وأهل نجد منهم بديل وراحل وغِفَار، وأهل تيماء منهم. كان ملك الحجاز منهم بتيماء اسمُه الأرقم، وكانوا ساكني نجد مع ذلك. وكان ساكني الطائف بنو عبد بن ضخم، حيٌّ من عَبْس الأوَل.

قال: وكان بنو أُمَيْم بن لاوذ بن سام بن نوح أهل وَبار بأرض الرمل، رمل عالج، وكانوا قد كثروا بها ورَبُلوا؛ فأصابتهم من الله عزّ وجلّ نقمة من معصية أصابوها، فهلكُوا وبقيَت منهم بقية، وهم الذين يقال لهم النسناس.

قال: وكان طسم بن لاوذ ساكنَ اليمامة وما حولها، قد كثروا بها وَرَبلُوا إلى البحرين؛ فكانت طسم والعماليق وأمَيْم وجاسم قومًا عَرَبًا، لسانهم الذي جُبِلوا عليه لسانٌ عربيّ. وكانت فارس من أهل المشرق ببلاد فارس، يتكلمون بهذا اللسان الفارسيّ.

قال: وولد إرَم بن سام بن نوح عَوْص بن إرم، وغَاثر بن إرم، وحويل بن إرَم، فولد عوص بن إرم غَاثر بن عوْص، وعاد بن عوص، وعَبيل بن عوص. وولد غَاثر بن إرم ثمود بن غاثر، وجَدِيس بن غاثر. وكانوا قومًا عربًا يتكلمون بهذا اللسان المضَريّ، فكانت العرب تقول لهذه الأمم: العرب العاربة، لأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>