والفراعنة بمصر. ومن ولد يافث بن نوح ملوك الأعاجم كلَّها من الترك والخزَر وغيرهم، والفرس الذين آخرُ مَنْ مَلَك منهم يَزْدَجِرْد بن شهريار بن أبرويز، ونسبُه ينتهى إلى جيومرت بن يافث بن نوح.
قال: ويقال: إن قومًا من ولد لاوذ بن سام بن نوح وغيره من إخوته نزعوا إلى جامر هذا، فأدخلهم جامر في نعمته ومُلكه، وأن منهم ماذي بن يافث، وهو الذي تُنسب السيوف الماذيّة إليه. قال: وهو الذي يقال: إن كيرش الماذويّ قاتل بلشصر بن أولمرودخ بن بختنصر من ولده.
قال: ومن ولد حام بن نوح النوبة، والحبشة، وفَزّان، والهند، والسند، وأهلُ السواحل في المشرق والمغرب.
قال: ومنهم نمرود، وهو نمرود بن كوش بن حام.
قال: وولد لأرفخْشد بن سام ابنه قينان، ولا ذِكْرَ له في التوراة، وهو الذي قيل: إنه لم يستحقّ أن يذكر في الكتب المنزلة، لأنه كان ساحرًا، وسمى نفسه إلهًا، فسيقت المواليد في التوراة على أرفخشد بن سام ثم على شالخ بن قينان بن أرفخشد من غير أن يذكر قينان في النسب، لما ذكر من ذلك.
قال: وقيل في شالخ: إنه شالخ بن أرفخشد من ولد لقينان. وولد لشالخ عابر. وولد لعابر ابنان: أحدهما فالغ، ومعناه بالعربية قاسم - وإنما سمى بذلك لأن الأرض قسمت والألسن تبلبلت في أيامه - وسمي الآخر قحطان. فولد لقحطان يعرب ويقطان ابنا قحطان بن عابر بن شالخ، فنزلا أرضَ اليمن، وكان قحطان أوَّل مَنْ ملك اليمن، وأول من سُلِّم عليه بـ "أبَيتَ اللَّعْنَ"، كما كان يقال للملوك. وولد لفالغ بن عابر أرغوا - وولد لأرغوا ساروغ، وولد لساروغ ناحورا، وولد لناحورا تارَخ -واسمه بالعربية آزر- وولد لتارَخ إبراهيم صلوات الله عليه. وولد لأرفخشد أيضًا نمرود بن أرفخشد، وكان منزله بناحية الحِجْر. وولد للاوَذ بن سام طسم وجديس، وكان منزلهما اليمامة. وولد للاوَذ أيضًا عمليق بن لاوذ، وكان منزله الحرم وأكناف مكة، ولحق بعض ولده بالشام؛ فمنهم كانت العماليق، ومن العماليق الفراعنة بمصر. وولد للاوَذ أيضًا أمَيم بن لاوذ بن سام، وكان كثير الولَد، فنزع بعضُهم إلى جامر بن يافث بالمشرق.