للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سام بن نوح، في قول من نسبَه إلى غير إسماعيل. والفرس بنو فارس بن تيرش بن ناسور بن نوح. والنَّبَط بنو نبيط بن ماش بن إرم بن سام بن نوح. وأهل الجزيرة والعال من ولد ماش بن إرم بن سام بن نوح. وعمليق - وهو عَريب - وطسم وأمَيم بنو لوذ بن سام بن نوح. وعمْليق هو أبو العمالقة، ومنهم البربر وهم بنو ثميلا بن مارب بن فاران بن عمرو بن عمليق بن لوذ بن سام بن نوح، ما خلا صِنهاجة وكُتامة، فإنهما بينو فريقيش بن قيس بن صيفيّ بن سبأ.

قال: وكان يقال لعاد في دهرهم عادُ إرَم، فلما هلكت عاد قيل لثمود إرم، فلما هلكت ثمود قيل لسائر بني إرم: إرمان؛ فهم النَّبَط، فكلُّ هؤلاء كان على الإسلام وهم ببابل، حتى ملَكَهم نُمرود بن كوش بن كنعان بن حام بن نوح، فدعاهم إلى عبادة الأوثان ففعلوا، فأمسوْا وكلامهُم السريانية، ثم أصبحوا، وقد بلبَل الله ألسنتَهم، فجعل لا يعرف بعضهم كلامَ بعض، فصار لبني سام ثمانية عشر لسانًا، ولبني حام ثمانية عشر لسانًا، ولبني يافث ستة وثلاثون لسانًا، ففهّم الله العربيةَ عادًا وعَبِيل وثمود وجَديس وعِمْليق وطَسْم وأمَيم وبني يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح.

وكان الذي عقد لهم الألوية ببابل بوناظر بن نوح، وكان نوح فيما حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال: أخبرني هشام، قال: أخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس: تزوج امرأة من بني قابيل، فولدت له غلامًا، فسمّاه بوناظر، فولده بمدينة بالمشرق يقال لها معلون شمسًا، فنزل بنو سام المِجْدَل سزة الأرض، وهو ما بين ساتِيدَما إلى البحر، وما بين اليمن إلى الشام، وجعل الله النبوةَ والكتاب والجمال والأدْمة والبياض فيهم. ونزل بنو حام مجرى الجنوب والدّبور، ويقال لتلك الناحسة الداروم، وجعل الله فيهم أدْمة وبياضًا قليلًا، وأعمر بلادهم وسماءهم، ورفع عنهم الطاعون، وجعل في أرضهم الأثل والأراك والعُشَر والغار والنخل، وجرت الشمس والقمر في سمائهم. ونزل بنو يافث الضفون مجرى الشمال والصبا؛ وفيهم الحمرة والشقرة، وأخلى الله أرضَهم فاشتدّ بردها، وأخلى سماءهم، فليس يجري فوقَهم شيء من النجوم السبعة الجارية، لأنهم صاروا تحت بنات نعش والجدْي والفرقدين، فابتُلوا بالطاعون. ثم لحقت عاد بالشَّحْر، فعليه هلكوا بواد يقال له مغيث، فلحقتْهم

<<  <  ج: ص:  >  >>