للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: قالت ثمود لصالح: ائتنا بآية إن كنت من الصادقين. قال: فقال لهم صالح: اخرجوا إلى هَضْبة من الأرض؛ فإذا هي تتمخّض كما تتمخَّض الحامل، ثم تفرّجت فخرجت من وسطها الناقة، فقال صالح - عليه السلام -: {هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٧٣)}. {لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} فلما ملّوها عقروها، فقال لهم: {فَعَقَرُوهَا فَقَال تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيرُ مَكْذُوبٍ (٦٥)}. قال عبد العزيز: وحدثني رجل آخر: أن صالحًا قال لهم: إن آية العذاب أَن تصبحوا غدًا حُمْرًا، واليوم الثاني صُفرًا، واليوم الثالث سُودًا، فصبّحهم العذاب، فلما رأوا ذلك تحنّطوا واستعدّوا (١). (١: ٢٢٧).

٣٤٤ - حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج عن أبي بكر بن عبد الله، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن خارجة، قال: قلنا له: حدِّثنا حديث ثمود، قال: أحدِّثكم عن رسول الله عن ثمود. كانت ثمود قوم صالح عمّرهم الله عزّ وجلّ في الدنيا، فأطال أعمارهم حتى جعل أحدهم يبنى المسكن من المَدر فيتهدَّم والرجل منهم حيّ، فلما رأوْا ذلك اتخذوا من الجبال بيوتًا فرِهين، فنحتوها وجابوها وجوّفوها، وكانوا في سَعة من معايشهم، فقالوا: يا صالح، ادع لنا ربَّك يخرج لنا آية نعلم أنك رسول الله. فدعا صالح ربَّه، فأخرج لهم الناقة فكان شربُها يومًا وشربهم يومًا معلومًا، فإذا كان يوم شِرْبها خلُّوا عنها وعن الماء، وحلبوها لبنًا؛ ملؤوا كلَّ إناء ووعاء وسقاء، فإذا كان يوم شِرْبهم صرَفوها عن الماء ولم تشرب منه شيئًا، فملؤوا كلّ إناء ووعاء وسقاء، فأوحى الله عزّ وجلّ إلى صالح أنّ قومَك سيعقرون ناقتك، فقال لهم؛ فقالوا: ما كنا لنفعل، قال: إلّا تعقروها أنتم أوشك أن يولَد فيكم مولود يعقرها، قالوا: ما علامةُ ذلك المولود؟ فوالله لا نجده إلا قتلناه، قال: فإنه غلام أشقرُ أزرق أصهب أحمر، قال: فكان في المدينة شيخان عزيزان منيعان، لأحدهما ابن يرغب له عن المناكح، وللآخر ابنة لا يجد لها كفئًا، فجمع بينهما مجلس، فقال أحدهما لصاحبه: ما يمنعك أن تزوِّج ابنَك؟ قال: لا أجد له كفئًا، قال: فإن ابنتي كفءٌ له؛ وأنا أزوّجك، فزوّجه فولد منهما ذلك المولود.


(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>