للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسقطت، فلما أهلكَهم الله أرسل عليهِم طيرًا سودًا، فنقلتهم إلى البحر، فألقتهم فيه، فذلك قوله عزّ وجلّ: {فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إلا مَسَاكِنُهُمْ}. ولم تخرج الريح قط إلا بمكيال إلا يومئذ، فإنها عتت على الخزنة فغلبتهم، فلم يعلموا كم كان مكيالها؟ فذلك قوله: {فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (٦)}. والصرصر: ذاتُ الصوت الشديد (١).

٣٤١ - حدثني محمد بن سهل بن عسكر، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: حدثني عبد الصمد، أنه سمع وهبًا يقول: إن عادًا لما عذّبهم الله بالريح التي عُذِّبوا بها، كانت تقلع الشجرة العظيمة بعُروقها وتهدم عليهم بيوتهم، فمن لم يكن في بيتٍ هبَّتْ به الرِّيح حتى تقطعه بالجبال، فهلكوا بذلك كلهم (٢). (١: ٢٢٦).

٣٤٢ - وأما ثمود فإنهم عتوْا على ربّهم، وكفروا به، وأفسدوا في الأرض؛ فبعث الله إليهم صالح بن عبيد بن أسف بن ماسخ بن عبيد بن خَادر بن ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نوح، رسولًا يدعوهم إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة.

وقيل: صالح، هو صالح بن أسِف بن كماشج بن إرم بن ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نوح.

فكان من جوابهم له أن قالوا له: {يَاصَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيهِ مُرِيبٍ (٦٢)}. وكان الله عزّ وجلّ قد مدّ لهم في الأعمار، وكانوا يسكنون الحِجْر إلى وادي القرى، بين الحجاز والشام، ولم يزل صالح يدعوهم إلى الله على تمرّدهم وطغيانهم، فلا يزيدهم دعاؤه إياهم إلى الله إلا مباعدة من الإجابة، فلما طال ذلك من أمرهم وأمر صالح قالوا له: إن كنت صادقًا فائْتِنا بآية (٣). (١: ٢٢٦/ ٢٢٧).

٣٤٣ - فكان من أمرهم وأمره ما حدثنا الحسن بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا إسرائيل، عن عبد العزيز بن رُفيع، عن أبي الطفيل؛


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.
(٣) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>