بِثَابِتِ الْوَطء شديدٍ وَطْسُهُ ... لوْ لم يَجِئني جئتُهُ أجُسُّهُ
فقال له هود: ويحك يا خلَجان! أسلِم تَسْلَم، فقال له: وما لي عند ربك إن أسلمت؟ قال: الجنة، قال: فما هؤلاء الذين أراهم في هذا السحاب كأنهم البُخْت، قال هود: تلك ملائكة ربّي، قال: فإن أسلمت أيُعيذني ربك منهم؟ قال: ويلك! هل رأيت ملِكًا يعيذ من جنده! قال: لو فعل ما رضيت، قال: ثم جاءت الريح فألحقته بأصحابه؛ أو كلامًا هذا معناه.
قال أبو جعفر: فأهلك الله الخَلَجان، وأفنى عادًا خلا مَنْ بقيَ منهم، ثم بادوا بعد، ونجّى الله هودًا ومَن آمن به. وقيل: كان عمر هودٍ مئة سنة وخمسين سنه (١)(١: ٢٢٤/ ٢٢٥).
٣٤٠ - حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن المفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السديّ، قال:{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَال يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيرُهُ}؛ إنّ عادًا أتاهم هود، فوعظهم وذكرهم بما قصّ الله في القرآن، فكَذَّبوه وكفروا، وسألوه أن يأتيَهم العذاب فقال لهم:{إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ} وإن عادًا أصابهم حين كفروا قَحْط من المطر، حتى جهدوا لذلك جهدًا شديدًا؛ وذلك أن هودًا دعا عليهم، فبعث الله عليهم الريحَ العقيم، وهي الريح التي لا تُلقح الشجر، فلما نظروا إليها قالوا: هذا عارض ممطرنا، فلما دنتْ منهم نظروا إلى الإبل والرجال، تَطيرُ بهم الريح بين السماء والأرض، فلما رأوْها تبادروا إلى البيوت، حَتَّى دخلوا البيوت دخلت عليهم فأهلكتهم فيها، ثم أخرجتهمْ من البيوت، فأصابتهم {فِي يَوْمِ نَحْسٍ}، والنحس هو الشؤمُ {مُسْتَمِرٍّ} استمرّ عليهم بالعذاب {سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا}، حسمت كلّ شيء مرّت به، حتى أخرجتْهم من البيوت، قال الله تبارك وتعالى:{تَنْزِعُ النَّاسَ} عن البيوت، {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ}، انقعر من أصوله. {خَاويَةٌ} خوت