للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهْنًا لم يكن يجده قبل ذلك، فلمّا انتهى إلى الجبل رأى نسره لُبدًا واقعًا من بين النسور، فناداه: انهضْ لُبَد، فذهب لُبَد لينهض فلم يستطع، عريت قوادمه وقد سقطت؛ فماتا جميعًا.

وقيلَ لقيل بن عتر حين سمع ما قيل له في السحاب: اخترْ لنفسك كما اختار صاحباك، فقال: أختارُ أن يصيبَني ما أصاب قومي، فقيل: إنه الهلاك، قال: لا أبالي؛ لا حاجة لي في البقاءِ بعدهم. فاصابه ما أصاب عادًا من العذاب فهلك، فقال مَرْثَد بن سعد بن عُفير حين سمع من قول الراكب الذي أخبر عن عاد بما أخبر من الهلاك:

عَصَتْ عادٌ رسولَهُمُ فَأمْسوْا ... عطاشًا ما تَبُلُّهُمُ السماءُ

وسُيِّرَ وَفْدُهُمْ شهرًا ليُسقوْا ... فأَرْدَفَهُمْ مع العَطَشِ العَمَاءُ

بكفْرِهِمُ بربِّهِمُ جِهارًا ... علَى آثارِ عَادِهِم العفاءُ

ألا نَزَعَ الإلهُ حُلومَ عادٍ ... فإنَّ قلوبهمْ قفرٌ هَواءُ

مِنَ الخَبرِ المُبَيَّن أنْ يَعُوهُ ... وما تُغْني النصِيحةُ والشّفَاءُ

فنفسي وَابْنَتَايَ وَأُمُّ وَلدِي ... لنَفْسِ نَبيِّنَا هودٍ فداءُ

أتانا والقلوبُ مُصمَّداتٌ ... على ظُلْمٍ وقد ذَهَبَ الضِّميَاءُ

لَنَا صَنَمٌ يقال له صَمُودٌ ... يقابله صُدَاءٌ والْهباءُ

فأبصَرَهُ الذينَ له أنابوا ... وأَدْرَكَ مَنْ يكذِّبه الشَّقاء

فَإنِّي سَوْفَ ألحَقُ آلَ هودٍ ... وإخْوَته إذَا جَنَّ المَساءُ (١)

(١: ٢٢٠/ ٢٢١ / ٢٢٣/ ٢٢٢ / ٢٢٤).

٣٣٩ - وقيل: إن رئيسهم وكبيرهم في ذلك الزمان الخَلَجان.

حدثني العباس بن الوليد، قال: حدثنا أبي عن إسماعيل بن عياش، عن محمد بن إسحاق، قال: لما خرجت الريحُ على عاد من الوادي، قال سبعة رَهْط منهم، أحدهم الخَلَجان: تعالوْا حتى نقومَ على شَفير الوادي فنردها، فجعلت الريح تدخل تحت الواحد منهم فتحمله، ثيم ترمي به فتندقّ عنقه، فتتركهم كما قال الله عزّ وجلّ: {صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاويَةٍ (٧)} حتى لم يبق منهم إلّا


(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>