للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال لها: ملكا امرأة ناحور (١). (١: ٢٤٤).

وقد قيل: إن سارَة كانت ابنة ملك حرّان.

ذكر من قال ذلك:

٣٦١ - حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السديّ، قال: انطلق إبراهيم ولوط قِبَل الشأم، فلقي إبراهيم سارة، وهي ابنة ملك حَرَّان، وقد طعنت على قومها في دينهم، فتزَوجها على ألّا يغيّرها، ودعا إبراهيم أباه آزر إلي دينه، فقال له: يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئًا! فأبي أبوه الإجابة إلي ما دعاه إليه. ثم إن إبراهيم ومَنْ كان معه من أصحابه الذين اتبعوا أمره أجمعوا لفراق قومهم، فقالوا: {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ}، أيها المعبودون من دون الله {وَبَدَا بَينَنَا وَبَينَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا} أيها العابدون {حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}. ثم خرج إبراهيم مهاجرًا إلي ربّه وخرج معه لوطٌ مهاجرًا، وتزوج سارة ابنة عمه، فخرج بها معه يلتمس الفرار بدينه، والأمان علي عبادة ربه حتى نزل حرّان، فمكث بها ما شاء الله أن يمكث، ثم خرج منها مهاجرًا حتى قدم مصر، وبها فرعون من الفراعنة الأولى. وكانت سارة من أحسن الناس فيما يقال، وكانت لا تعصي إبراهيم شيئًا، وبذلك أكرمها الله عزّ وجلّ، فلما وصفت لفرعون ووصف له حسنها وجمالها أرسل إلي إبراهيم، فقال: ما هذه المرأة التي معك؟ قال: هي أختي، وتخوّف إبراهيم إن قال هي امرأتي أن يقتلَه عنها. فقال لإبراهيم: زيّنها، ثم أرسلْها إليّ حتى أنظر إليها، فرجع إبراهيم إلي سارة وأمرها فتهيأت، ثم أرسلها إليه، فأقبلت حتى دخلت عليه، فلما قعدت إليه تناولها بيده، فيبست إلي صدره، فلما رأي ذلك فرعون أعظمَ أمرها، وقال: ادعي الله أن يطلق عني، فوالله لا أريبك ولأحسنَنّ إليك، فقالت: اللهمّ إن كان صادقًا فأطلق يده، فأطلق الله يده، فردّها إلي إبراهيم، ووهب لها هاجر، جارية كانت له قبطية (٢). (١: ٢٤٤/ ٢٤٥).


(١) ضعيف.
(٢) مرسل ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>