٣٦١ / أ- قال أبو جعفر: رجع الحديث إلي حديث ابن إسحاق.
قال: وكانت هاجر جارية ذات هيئة، فوهبتها سارة لإبراهيم، وقالت: إني أراها امرأة وضيئة فخذها، لعلَّ الله يرزقك منها ولدًا، وكانت سارّة قد مُنِعت الولد فلا تلد لإبراهيم حتى أسنّت، وكان إبراهيم قد دعا الله أن يَهبَ له من الصالحين، وأخرت الدعوة حتى كبِر إبراهيم وعقمت سارة، ثم إن إبراهيم وقع علي هاجر، فولدت له إسماعيل عليهما السلام (١). (١: ٢٤٧).
٣٦٢ - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني ابن إسحاق، قال: سألت الزهريّ: ما الرحم التي ذكر رسول الله لهم؟ قال: كانت هاجر أم إسماعيل منهم. فيزعمون -والله أعلم- أن سارة حزنت عند ذلك علي ما فاتها من الولد حزنًا شديدًا، وقد كان إبراهيم خرج من مصر إلي الشام، وهاب ذلك الملك الذي كان بها، وأشفق من شرّه حتى قدمها، فنزل السَّبْع من أرض فلسطين، وهي بريّة الشأم، ونزل لوط بالمؤتفكة، وهي من السَّبْع علي مسيرة يوم وليلة. وأقرب من ذلك، فبعثه الله عزَّ وجلَّ نبيًّا، وأقام إبراهيم فيما ذكر لي بالسَّبع، فاحتفر به بئرًا واتخذ به مسجدًا، فكان ماء تلك البئر معينًا طاهرًا، فكانت غنمه ترِدُها. ثم إن أهلها آذوه فيها ببعض الأذي، فخرج منها حتى نزل بناحية من أرض فلسطين بين الرَّملة وإيليا، ببلد يقال له قَطّ -أو قِطّ- فلما خرج من بين أظهرهم نضب الماء فذهب. واتبعه أهلُ السبع، حتى أدركوه وندموا علي ما صنعوا، وقالوا: أخرجْنا من بين أظهرنا رجلًا صالحًا، فسألوه أن يرجع إليهم، فقال: ما أنا براجع إلي بلد أخْرِجت منه، قالوا له: فإن الماء الذي كنت تشرب منه ونشرب معك منه قد نضِب فذهب، فأعطاهم سبع أعنز من غنمه، فقال: اذهبوا بها معكم، فإنكم لو قد أوردتموها البئر، قد ظهر الماء، حتى يكون مَعينًا طاهرًا كما كان، فاشربوا منها، فلا تَغترفنّ منها امرأةٌ حائض، فخرجوا بالأعنز، فلما وقفت علي البئر ظهر إليها الماء، فكانوا يشربون منها وهي علي ذلك، حتى أتت امرأة طامث، فاغترفتْ منها، فنكص ماؤها إلي الذي هو عليه اليوم، ثم ثبت.