٣٦٦ - حدثنا هنّاد بن السريّ، قال: حدثنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة: أن رجلًا قام إلي علي بن أبي طالب، فقال: ألا تخبرني عن البيت، أهو أول بيت وضع في الأرض؟ فقال: لا، ولكنه أول بيت وضع في البركة مقام إبراهيم، ومَنْ دخله كان آمنًا، وإن شئت أنبأتك كيف بُنِيَ. إن الله عزّ وجلّ أوحي إلي إبراهيم أن ابنِ لي بيتًا فيِ الأرض، فضاق إبراهيم بذلك ذرعًا، فأرسل عزّ وجلّ السكينة، وهي ريح خجُوج ولها رأسان، فاتبع أحدُهما صاحبه حتى انتهت إلي مكة فتطوَّتْ علي موضع البحت كتطوّي الحية، وأمر إبراهيم أن يبني حيث تستقرّ السكينة، فبني إبراهيم وبقيَ حَجَر، فذهب الغلام يبني شيئًا، فقال إبراهيم: أبْغِني حجرًا كما آمرك؛ فانطلق الغلام يلتمس له حجرًا، فأتاه به، فوجده قد ركّب الحجر الأسود في مكانه، فقال: يا أبت، مَن أتاك بهذا الحَجَر؟ فقال: أتاني به مَنْ لم يتّكل علي بنائك، أتاني به جبرئيل من السماء. فأتماه (١). (١: ٢٥٢).
٣٦٧ - حدثنا ابن بشار وابن المثنى، قالا: حدثنا مؤمّل، قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرّب، عن عليّ - عليه السلام - قال: لما أمِرَ إبراهيمُ ببناء البحت خرج معه إسماعيل وهاجر، فلما قدم مكة رأي علي رأسه في موضع البيت مثل الغمامة فيه مثل الرأس، فكلَّمه؛ وقال: يا إبراهيم! ابْنِ علي ظلّي -أو على قَدْري- ولا تزد ولا تنقص، فلما بيني خرج وخلف إسماعيل وهاجر، فقالت هاجر: يا إبراهيم، إلي مَنْ تَكلُنَا؟ قال: إلي الله، قالت: انطلق فإنه لا يُضيعنا، قال: فعطش إسماعيل عطشًا شديدًا، فصعِدت هاجَر الصفا، فنظرتْ فلم تر شيئًا، ثم أتت المرْوَة فنظرتْ فلم تر شيئًا، ثم رجعتْ إلى الصَّفَا، فنظرتْ فلم تر شيئًا، حتى فعلتْ ذلك سبع مرات، فقالت: يا إسماعيل، مُتْ حيث لا أراك. فأتته وهو يفحص برجله من العطش، فناداها جبرئيل، فقال: مَنْ أنت؟ قالت: أنا هاجر، أم ولد إبراهيم، قال: إلي مَنْ وكلَكما؟ قالت: وكلَنا إلي الله، قال: وكَلَكما إلي كافٍ، قال: ففحص الغلام