للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأرضَ بإصبعه، فنبعت زمزم، فجعلت تحبس الماء، فقال: دعيه، فإنها رَواء (١). (١: ٢٥٢).

٣٦٨ - حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السديّ، قال: لما عهد الله إلي إبراهيم وإسماعيل: أن طهرا بيتي للطائفين، انطلق إبراهيم حتى أتي مكة، فقام هو وإسماعيل، وأخذ المعاول لا يدريان أين البيت، فبعث الله عزَّ وجلَّ ريحًا يقال لها ريح الخَجُوج، لها جناحان ورأس في صورة حية، فكنَست لهما ما حول الكعبة عن أساس البيت الأول، واتبعاها بالمعاول يحفران حتى وضعا الأساس، فذلك حين يقول عزّ وجل: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيتِ} (٢). (١: ٢٥٢).

٣٦٩ - وحدثنا ابن حُميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن الحسن بن عُمارة، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة، عن عليّ بن أبي طالب - عليه السلام - أنه كان يقول: لما أمر الله إبراهيمَ بعمارة البيت والأذان بالحج في الناس خرَج من الشأم ومعه ابنه إسماعيل، وأم إسماعيل هاجَر، وبعث الله معه السكينة، وهي ريح لها لسان تكلّم به، يغدو معها إبراهيم إذا غدت، ويروح معها إذا راحت، حتى انتهت به إلي مكة، فلما أتت موضع البيت استدارت به، ثم قالت لإبراهيم: ابْنِ عليَّ، ابْنِ عليّ، ابْنِ عليّ، فوضع إبراهيم الأساس ورفع البيت هو وإسماعيل، حتى انتهيا إلي موضع الركن، قال إبراهيم لإسماعيل: يا بنيّ، ابغ لي حجَرًا أجعله علمًا للناس، فجاءه بحجَر، فلم يرضَه وقال: أبغي غير هذا، فذهب إسماعيل ليلتمس له حَجَرًا، فجاءه وقد أتِيَ بالركن، فوضعه في موضعه، فقال: يا أبت، مَنْ جاءك بهذا الحجر؟ قال: مَنْ لم يكلْني إليك يا بُنيّ (٣)! (١: ٢٥٣).

وقال آخرون: إنَّ الذي خرج مع إبراهيم من الشام لدلالته علي موضع البيت جَبرَئيل - عليه السلام -، وقالوا: كان إخراجه هاجر وإسماعيل إلي مكة لما كان من غيرة سارَة بسبب ولادة هاجر منه إسماعيل.


(١) هذا إسناد موقوف.
(٢) ضعيف.
(٣) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>