٣٧٠ - حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي بالإسناد الذي قد ذكرناه: أن سارَة قالت لإبراهيم: تسرّ هاجر، فقد أذنت لك فوطئها، فحملت بإسماعيل، ثم إنه وقع علي سارة فحملت بإسحاق، فلما ولدته وكبر اقتتل هو وإسماعيل، فغضبت سارة علي أمّ إسماعيل، وغارت عليها، فأخرجتها، ثم إنها دعتها فأدخلتها. ثم غضبت أيضًا فأخرجتها ثم أدخلتها، وحلفت لتقطعنّ منها بَضْعة؛ فقالت: أقطع أنفها، أقطع أذنها، فيشينها ذلك، ثم قالت: لا بل أخفضها، فقطعت ذلك منها، فاتخذت هاجر عند ذلك ذيلًا تعفي به عن الدم، فلذلك خفضت النساء، واتخذت ذيولًا، ثم قالت: لا تساكِني في بلد. وأوحي الله إلي إبراهيم أن يأتيَ مكة، وليس يومئذ بمكة بيت، فذهب بها إلي مكة وابنها فوضعهما، وقالت له هاجَر: إلي من تركتنا ها هنا؟ ثم ذكر خبرها، وخبر ابنها (١). (١: ٢٥٣/ ٢٥٤).
٣٧١ - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمَة، عن ابن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن أبي نَجيح، عن مجاهد وغيره من أهل العلم أن الله عزّ وجلّ لما بوّأ لإبراهيم مكان البيت ومعالمَ الحرَم، فخرج وخرج معه جَبرئيل، يقال: كان لا يمرّ بقرية إلا مال: بهذه أمرت يا جَبرئيل؟ فيقول: جَبرئيل، امضه، حتى قدم به مكة، وهي إذ ذاك عِضاه سَلَم وسَمُر، وبها أناس يقال لهم: العماليق، خارج مكة وما حولها، والبيت يومئذ رَبْوة حمراء مَدرة، فقال إبراهيم لجَبرَئيل: أها هنا أمرت أن أضعهما؟ قال: نعم، فعمد بهما إلي موضع الحِجْر، فأنزلهما فيه، وأمر هاجر أم إسماعيل أن تتخذ فيه عريشًا فقال:{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيتِكَ الْمُحَرَّمِ} إلي- {لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}. ثم انصرف إلي أهله بالشأم وتركهما عند البيت، قال: فظميء إسماعيل ظمأ شديدًا، فالتمست له أمه ماء فلم تجده، فاستسمعت: هل تسمع صوتًا؟ لتلتمس له شرابًا، فسمعت كالصوت عند الصفا، فأقبلت حتى قامت عليه فلم تر شيئًا، ثم سمعت صوتًا نحو المرْوة، فأقبلت حتى قامت عليه فلم تر شيئًا، ويقال: بل قامت علي الصفا