للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تدعو الله وتستغيثه لإسماعيل، ثم عمِدت إلي المرْوة ففعلت ذلك. ثم إنها سمعت أصواتَ سباع الوادي نحو إسماعيل حيث تركتْه، فأقبلت إليه تشتدّ، فوجدته يفحص الماء بيده من عين قد انفجرت من تحت يده، فشرب منها، وجاءتها أمّ إسماعيل فجعلتها حسْيًا، ثم استقت منها في قربَتها تذخَرُه لإسماعيل، فلولا الذي فعلت ما زالت زمزم مَعينًا طاهرًا ماؤها أبدًا. قال مجاهد: ولم نزل نسمع: أن زمزم هَزْمَةُ جَبرَئيل بعقبِه لإسماعيل حين ظميء (١). (١: ٢٥٤/ ٢٥٥).

٣٧٢ - فقال إبراهيم -فيما ذكر لنا- ما حدثنا به ابن حُمَيد قال: حدثنا جرير عن قابوس بن أبي ظَبْيان، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: لما فرغ إبراهيم من بناء البيت، قيل له: أذِّن في الناس بالحجّ، قال: يا رب! وما يبلغ صوتي؟ قال: أذِّن وعليّ البلاغ، فنادي إبراهيم: يا أيها الناس كتب عليكم الحجُّ إلي البيت العتيق، قال: فسمعه ما بين السماء والأرض: أفلا تري الناس يجيئون من أقصي الأرض يُلبُّون! (٢) (١: ٢٦٠).

٣٧٣ - حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا محمد بن فضيل بن غَزْوان الضبّي عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: لما بني إبراهيم البيتَ أوحي الله عزَّ وجلَّ إليه: أن أذِّنْ في الناس بالحج، قال: فقال إبراهيم: ألا إن ربَّكم قد اتخذ بيتًا، وأمركم أن تحجُّوه، فاستجاب له ما سمعه من شيء؛ من حجر أو شجر أو أكمة أو تراب أو شيء: لَبَّيك اللهم لبَّيك (٣)! (١: ٢٦٠).

٣٧٤ - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يحيى بن واضح، قال: حدثنا الحسين بن واقد عن أبي الزبير، عن مجاهد، عن ابن عباس، قوله. {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ}، قال: قام إبراهيم - عليه السلام - خليل الله علي الحجَر فنادي: يا أيها الناس، كتب عليكم الحجّ، فأسمَع مَنْ في أصلاب الرجال وأرحام


(١) ضعيف.
(٢) هذا إسناد ضعيف وأخرجه الحاكم موقوفًا وصحح إسناده (المستدرك ٢١/ ٣٨٨).
(٣) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>