للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتقدم، فعرض له جبرئيل على فرس أنثى وديق، فقَرّبها منه فشمّها الفحل، ولما شمّها قدمها، فتقدم معه الحصان عليه فرعون، فلما رأى جند فرعون أنّ فرعون قد دخل دخلوا معه، وجبرئيل أمامه، فهم يتبعون فرعون، وميكائيل على فرس خلف القوم يشحذهم يقول: الحقوا بصاحبكم، حتى إذا فصل جبرئيل من البحر ليس أمامه أحدٌ، ووقف ميكائيل على الناحية الأخرى ليس خلفه أحد، طبَّق عليهم البحر، ونادى فرعون حين رأى من سلطان الله وقدرته ما رأى، وعرف ذلَّه وخذلته نفسه، نادى: أن لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل، وأنا من المسلمين (١). (١: ٤٢٠/ ٤٢١).

٦٧٥ - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا أبو داود البصريّ عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مِهران، عن ابن عباس، قال: جاء جبرئيل إلى النبي - عليه السلام - فقال: يا محمد، لقد رأيتني وأنا أدسّ من حمإ البحر في فم فرعون مخافة أن تدركه الرحمة! يقول الله: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٩١) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ}، أي: سواءٌ لم يذهب منك شيء، {لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} أي: عبرة وبينة. فكان يقال: لو لم يخرجه الله ببدنه حتى عرفوه لَشكَّ فيه بعضُ الناس (٢). (١: ٤٢١).

٦٧٦ - رجع الحديث إلى حديث السديّ. ثم إن جبرئيل أتى موسى يذهب به إلى الله عزّ وجلّ، فأقبل على فرس فرآه السامريّ فأنكره، ويقال: إنه فرس الحياة، فقال حين رآه: إنّ لهذا لشأنًا، فأخذ من تربة الحافِر حافر الفرس، فانطلق موسى واستخلف هارون علي بني إسرائيل، وواعدهم ثلاثين ليلة، وأتمها الله بعشر، فقال لهم هارون: يا بني إسرائيل، إنّ الغنيمة لا تحلّ لكم، وإن حُلِيَّ القِبْط إنما هو غنيمة، فاجمعوها جميعًا فاحفِروا لها حفرة فادفنوها فيها، فإن جاء موسى فأحلَّها أخذتموها، وإلَّا كان شيئًا لم تأكلوه، فجمعوا ذلك الحلى في تلك الحفرة، وجاء السامريّ بتلك القبضة فقذفها، فأخرج الله من الحليّ عجلًا جسدًا له خُوار، وعدَّت بنو إسرائيل موعدَ موسى، فعدُّوا الليلة يومًا واليوم يومًا، فلما كان العشر خرج لهم العجلُ فلما رأوه قال لهم السامريّ:


(١) مأخوذ من الإسرائيليات ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>