للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على حِدة، فإذا ركب حُمِلت المفاتيح على ستين بغلًا أغز محجّل (١). (١: ٤٤٥).

٧١٠ - فبغَى عدوّ الله لما أراد الله به الشقاء والبلاء على قومه بكثرة ماله. وقيل: إن بغيه عليهم كان بأن زاد عليهم في الثياب شبرًا. كذلك حدثني علي بن سعيد الكنديّ وأبو السائب وابن وكيع، قالوا: حدثنا حفص بن غياث عن ليث، عن شهر بن حَوْشب.

فوعظه قومه على ما كان من بغيه، ونهوه عنه، وأمروه بإنفاق ما أعطاه الله في سبيله والعمل فيه بطاعته، كما أخبر الله عزّ وجلّ عنهم أنهم قالوا له فقال: {إِذْ قَال لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (٧٦) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} وعنى بقوله: {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}: لا تَنْس في دنياك أن تأخذ نصيبك فيها لآخرتك، فكان جوابُه إياهم جهلًا منه، واغترارًا بحلم الله عنه، ما ذكر الله تعالى في كتابه أن قال لهم: إنما أوتيتُ ما أوتيتُ من هذه الدنيا على علم عندي فقيل: معنى ذلك: على خير عندي، كذلك رُوي ذلك عن قتادة (٢). (١: ٤٤٥).

٧١١ - وقال غيره: عنى بذلك: لولا رضاء الله عني ومعرفته بفضلي ما أعطاني هذا، قال الله عزَّ وجلَّ مكذبًا قيله: {أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا} للأموال. ولو كان الله إنما يُعطي الأموال والدنيا مَنْ يعطيه إياها لرضاه عنه، وفضله عنده؛ لم يهلك مَنْ أهلك من أرباب الأموال الكثيرة قبله، مع كثرة ما كان أعطاهم منها. فلم يردْعه عن جهله، وبغيه على قومه بكثرة مالِه عظةُ من وعظه، وتذكير مَنْ ذكَّره بالله ونصيحته إياه؛ ولكنه تمادى في غيه وخسارته، حتى خرج على قومه في زينته راكبًا بِرْذَوْنًا أبيضَ مسرجًا بسرج الأرجُوان، قد لبس ثيابًا معصفرة، قد حمل معه من الجواري بمثل هيئته وزينته على مثل بِرْذَوْنه ثلاثمئة جارية وأربعة آلاف من أصحابه.


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>