إيليا، لا يدخله عليهم عدو، ولا يحتاجون معه إلي غيره، فكان أحدهم -فيما يذكرون- يجمع التراب علي الصخرة، ثم ينبذ فيه الحبّ، فيخرج الله له ما يأكل [منه] سنة وهو وعياله، ويكون لأحدهم الزيتونة فيعتصر منها ما يأكل؛ هو وعيالُه سنة، فلما عظمت أحداثهم، وتركوا عهَد الله إليهم؛ نزل بهم عدوّ فخرجوا إليه وأخرجوا التابوت كما كانوا يخرجونه، ثم زحفوا به فقوتلوا حتى اسْتُلِب من أيديهم، فأتي ملكهم إيلاف، فأخبر أن التابوت قد أخذ واستلب، فمالت عنقه فمات كمدًا عليه، فمرج أمرهم بينهم واختلف ووطئهم عدوهم حتى أصيب من أبنائهم ونسائهم، فمكثوا علي اضطراب من أمرِهم، واختلاف من أحوالهم يتمادوْن أحيانًا في غيهم وضلالهم، فسلط الله عليهم مَنْ ينتقم به منهم، ويراجعون التوبة أحيانًا فيكفيهم الله [عند ذلك] شر مَنْ بَغَاهم سوءًا؛ حتى بعث الله فيهم طالوت ملكًا، وردَّ عليهم تابوت الميثاق (١). (١: ٤٦٤).
٧٢٩ / أ- وكانت مدة ما بين وفاة يوشع بن نون- التي كان أمْر بني إسرائيل في بعضها إلي القضاة منهم والساسة، وفي بعضها إلي غيرهم ممن يقْهرهم فيتملّك عليهم من غيرهم إلي أن ثبت الملك فيهم، ورجعت النبوة إليهم بشمويل بن بالي أربعمئة سنة وستين سنة. فكان أولَ من سُلِّط عليهم فيما قيل رجل من نسل لوط، يقال له: كوشان، فقهرهم وأذلهم ثمانيَ سنين، ثم تنقّذهم من يده أخ لكالب الأصغر يقال له: عتنيل بن قيس -فقام بأمرهم فيما قيل- أربعين سنة، سُلّط عليهم ملك يقال له: جعلون فملكهم ثمانيَ عشرة سنة، ثم تنقّذهم منه -فيما قيل- رجل من سبط بنيامين يقال له: أهود بن جيرا الأشلّ اليمنى، فقام بأمرهم ثمانين سنة، ثم سلط عليهم ملك من الكنعانيين يقال له: يافين، فملكهم عشرين سنة، ثم تنقّذهم -فيما قيل- امرأة نبية من أنبيائهم يقال لها: دبورا فدبر أمرهم -فيما قيل- رجل من قِبلها يقال له: باراق أربعين سنة، ثم سُلط عليهم قوم من نسل لوط كانت منازلهم في تخوم الحجاز فملكوهم سبع سنين، ثم تنقّذهم منهم رجل من ولد نفثالي بن يعقوب يقال له: جدعون بن يواش، فدبر أمرهم أربعين سنة، ثم دبر أمرهم من بعد جدعون ابنه أبيملك بن جدعون ثلاث سنين، ثم دبرهم من بعد أبيملك تولغ بن فوا بن خال أبيملك. وقيل: إنه ابن