منبه يقول: كان لعيلي الذي ربي شمويل ابنان شابان، أحدثا في القُرْبان شيئًا لم يكن فيه كان مِسْوَط القُربان الذي كانوا يسوطونه به كلّابَين، فما أخرجا كان للكاهن الذي يَسُوطه، فجعله ابناه كلاليب، وكانا إذا جاءت النساء يصلِّين في القدس يتشبثان بهنّ. فبينما أشمويل نائم قبل البيت الذي كان ينام فيه عيلي إذ سمع صوتًا يقول: أشمويل! فوثب إلي عيلي فقال: لبيك، فقال: ما لك دعوتني؟ قال: لا! ارجع، فنم. فنام، ثم سمع صوتًا آخر يقول: أشمويل! فوثب إلي عيلي أيضًا، فقال: لبيك؛ ما لك دعوتني؟ ! فقال: لم أفعل، ارجع فنم، فإن سمعت شيئًا فقل:"لبيك" مكانك "مرْني فأفعل"، فرجع فنام فسمع صوتًا أيضًا يقول: أشمويل، فقال: لبيك، أنا هذا فمرني أفعل، قال: انطلق إلي عيلي، فقل له: منعه حُبّ الولد من أن يزجُر ابنيه أن يُحدثا في قدسي وقُرباني، وأن يَعصياني، فلأنزعنّ منه الكهانة ومن ولده، ولأهلكنّه وإياهما، فلما أصبح سأله عيلي فأخبره، ففِزع لذلك فزعًا شديدًا، فسار إليهم عدوّ ممن حوله فأمر ابنيه أن يخرجا بالناس، ويقاتلا ذلك العدو، فخرجا وأخرجا معهم التابوت الذي فيه الألواح وعصا موسى لينتصروا به. فلما تهيؤوا للقتال هم وعدوهم جعل عيلي يتوقع الخبر: ماذا صنعوا؟ فجاءه رجل يخبره وهو قاعد علي كرسيه: أنّ ابنْيك قد قتلا، وأن الناس قد انهزموا، قال: فما فعل التابوت؟ قال: ذهب به العدو قال فشهق ووقع علي قفاه من كرسيه فمات، وذهب الذين سَبَوُا التابوت حتى وضعوه في بيت آلهتهم، ولهم صنم يعبدونه، فوضعوه تحت الصنم والصنم من فوقه، فأصبح من الغد الصنم تحته، وهو فوق الصنم، ثم أخذوه فوضعوه فوقه، وسمَّروا قدميه في التابوت، فأصبح من الغد قد قطعِت يد الصنم ورجلاه، وأصبح ملقيً تحت التابوت، فقال بعضهم لبعض: أليس قد علمتم أن إله بني إسرائيل لا يقوم له شيء! فأخرجوه من بيت آلهتكم. فأخرجوا التابوت فوضعوه في ناحية من قريتهم، فأخذ أهل تلك الناحيةَ التي وضعوا فيها التابوتَ وَجعٌ في أعناقهم، فقالوا: ما هذا؟ فقالت لهم جارية كانت عندهم من سني بني إسرائيل: لا تزالون تروْن ما تكرهون! ما كان هذا التابوت فيكم، فأخرجوه من قريتكم. قالوا: كذبت، قالت: إن آية ذلك أن تأتوا ببقرتين، لهما أولاد لم يوضع عليهما نِيرٌ قطّ، ثم تضعوا وراءهما العجل، ثم تضعوا التابوت علي العجل وتسيّروهما وتحبسوا أولادهما، فإنهما تنطلقان به مذعنتين، حتى إذا خرجتا من أرضكم