ووقعتا في أدني أرض بني إسرائيل كسرتا نِيَرهما، وأقبلتا إلي أولادهما، ففعلوا ذلك، فلما خرجتا من أرضهم، ووقعتا في أدني أرض بني إسرائيل، كسرتا نِيرهما وأقبلتا إلي أولادهما، ووضعتاه في خربة فيها حصاد من بني إسرائيل، ففزع إليه بنو إسرائيل، وأقبلوا إليه فجعل لا يدنو منه أحد إلا مات، فقال لهم نبيهم أشمويل اعترضوا، فمن آنس من نفسه قوة فليدنُ منه، فعرضوا عليه الناس، فلم يقدرْ أحد علي أنْ يدنوَ منه؛ إلا رجلان من بني إسرائيل، أذن لهما بأنْ يحملاه إلي بيت أمهما، وهي أرملة، فكان في بيت أمهما، حتى مَلك طالوت، فصلُح أمر بني إسرائيل مع أشمويل. فقالت بنو إسرائيل لأشمويل: ابعث لنا ملكًا نقاتل في سبيل الله، قال: قد كفاكم الله القتال، قالوا إنا نتخوّفُ مَنْ حولنا، فيكون لنا ملك نفزع إليه، فأوحي الله إلي أشمويل: أن ابعثْ لهم طالوت ملكًا وادهُنه بدهن القدس، فضلت حمر لأبي طالوت، فأرسله وغلامًا له يطلبانها فجاءا إلي أشمويل يسألانه عنها، فقال: إنّ الله قد بعثكَ ملكًا علي بني إسرائيل، قال: أنا! قال: نعم، قال: أو ما علمت أن سبطي أدني أسباط بني إسرائيل؟ قال: بلى! قال: أفما علمت أنّ قبيلتي أدني قبائل سِبْطي؟ قال: بلى! قال: أما علمت أن بيتي أدني بيوت قبيلتي؟ قال: بلى! قال: فبأية آية؟ قال: بآية أنك ترجع وقد وجد أبوك حُمرَه، وإذا كنت في مكان كذا وكذا نزل عليك الوحي. فدهنَه بدُهْن القدس، وقال لبني إسرائيل:{إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَينَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَال إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ}(١). (١: ٤٦٩/ ٤٧٠ / ٤٧١/ ٤٧٢).
٧٣٥ - رجع الحديث إلي حديث السديّ:{وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَينَا صَبْرًا} فعبَر يومئذ أبو داود فيمنْ عَبر في ثلاثة عشر ابنًا له، وكان داود أصغَر بنيه وإنه أتاه ذات يوم فقال: يا أبتاه! ما أرمي بقذّافتي شيئًا إلا صرعته، قال: أبشرْ يا بني! إن الله قد جعل رزقك في قَذّافتك، ثم أتاه مرة أخرى فقال: يا أبتاه لقد دخلت بين الجبال فوجدت أسدًا رابضًا فركبت عليه وأخذت بأذنيه فلم يهجني، فقال: أبشر يا بني! فإن هذا خيرٌ يعطيكه الله، ثم