بأخري، ثم أوثقها بالحديد والرصاص، ثم أمر به فقذف في البحر (١). (١: ٤٩٦/ ٤٩٧ / ٤٩٨/ ٤٩٩).
٧٦٠ - حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن المفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السديّ في قوله:{وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيمَانَ وَأَلْقَينَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا}، قال: الشيطان حين جلس علي كرسيه أربعين يومًا، قال: كان لسليمان مئة امرأة، وكانت امرأة منهنّ يقال لها: جرادة، وهي آثر نسائه عنده، وآمنهنّ عنده، وكان إذا أجنب أو أتي حاجة نزع خاتمه، ولا يأتمن عليه أحدًا من الناس غيرَها، فجاءته يومًا من الأيام فقالت [له]: إن أخي بينه وبين فلان خصومة، وأنا أحبّ أن تقضيَ له إذا جاءك، فقال: نعم، ولم يفعل، فابتُلي فأعطاها خاتمه، ودخل المخرج فخرج الشيطان في صورته، فقال: هاتي الخاتم، فأعطته، فجاء حتى جلس علي مجلس سليمان، وخرج سليمان بعد فسألها أن تعطيَه خاتمه، فقالت: ألم تأخذه قبل؟ قال: لا، وخرج من مكانه تائهًا، قال: ومكث الشيطان يحكم بين الناس أربعين يومًا. قال: فأنكر الناس أحكَامه، فاجتمع قراء بني إسرائيل وعلماؤهم، وجاؤوا حتى دخلوا علي نسائه فقالوا: إنا قد أنكرنا هذا، فإن كان سليمان، فقد ذهب عقله، وأنكرنا أحكامه! قال: فبكي النساء عند ذلك، قال: فأقبلوا يمشون حتى أتوْه، فأحدقوا به ثم نشروا فقرؤوا التوراة، قال: فطار من بين أيديهم حتى وقع علي شرفة والخاتم معه، ثم طار حتى ذهب إلي البحر، فوقع الخاتم منه في البحر، فابتلعه حوت من حيتان البحر، قال: وأقبل سليمان في حاله التي كان فيها حتى انتهي إلي صياد من صيادي البحر وهو جائع، وقد اشتدّ جوعه، فاستطعمه من صيدهم، وقال: إني أنا سليمان، فقام إليه بعضُهم فضربه بعصًا فشجّه، قال: فجعل يغسل دمه وهو علي شاطيء البحر، فلام الصيادون صاحبَهم الذي ضربه، وقالوا: بئس ما صنعت حيث ضربته! قال: إنه زعم أنه سليمان، قال: فأعطوْه سمكتين مما قد ضُرب عندهم، فلم يشغله ما كان به من الضرب، حتى قام علي شط البحر، فشقّ بطونهما، وجعل يغسلهما، فوجد خاتَمه في بطن إحداهما، فأخذه فلبسه، فردّ الله عليه بهاءه ومُلْكَه، وجاءت الطير حتى حامتْ عليه، فعرف القومُ أنه