للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سليمان، فقام القوم يعتذرون مما صنعوا؛ فقال: ما أحمدكم علي عُذْركم، ولا ألومكم علي ما كان منكم، كان هذا الأمر لا بدّ منه.

قال: فجاء حتى أتي مُلْكَه، فأرسل إلي الشيطان فجيء به، وسُخّرتْ له الريحِ والشياطين يومئذ، ولم تكن سُخِّرت له قبل ذلك، وهو قوله: {وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}.

وبعث إلي الشيطان فأتي به، فأمر به فجعل في صندوق من حديد، ثم أطبق عليه، وأقفل عليه بقُفْل، وختم عليه بخاتَمه، ثم أمر به فألقِيَ في البحر، فهو فيه حتى تقوم الساعة، وكان اسمه حبقيق (١). (١: ٤٩٩/ ٥٠٠ / ٥٠١).

٧٦١ - قال أبو جعفر: ثم لبث سليمان بن داود في ملكه بعد أن ردّه الله إليه، تعمل له الجنّ ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات، وغير ذلك من أعماله، ويعذّب من الشياطين من شاء، ويطلق من أحبّ منهم إطلاقه، حتى إذا دنا أجله، وأراد الله قبضه إليه، كان من أمره -فيما بلغني- ما حدثني به أحمد بن منصور، قال حدثنا موسى بن مسعود أبو حذيفة، قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان سليمان نبيّ الله إذا صلّي رأي شجرة نابتة بين يديه، فيقول لها: ما اسمك؟ فتقول: كذا وكذا، فيقول: لأيّ شيء أنت؟ فإن كانت لغرس غُرِست، إن كانت لدواء كتبت، فبينما هو يصلّي ذات يوم إذ رأي شجرة بين يديه، فقال لها: ما اسمُك؟ قالت: الخرُّوب، قال: لأيّ شيء أنت؟ قالت: لخراب هذا البيت، فقال سليمان: اللهم عَمّ علي الجنّ موتي حتى يعلم الإنس: أن الجنّ لا يعلمون الغيب، فنحتها عصًا، فتوكأ عليها حولًا ميتًا، والجنّ تعمل، فأكلتها الأرضة فسقط، فتبينت الإنس: أن الجنّ لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين.

قال: وكان ابن عباس يقرؤها: (حولًا في العذاب المهين). قال: فشكرت الجنّ الأرَضة، فكانت تأتيها بالماء (٢). (١: ٥٠١).


(١) هذا إسناد مرسل وفي متنه نكارة شديدة.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>