للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبحان الله! ما تصبرون لي ليلة واحدة تعينوني فيها! قالوا: والله ما ندري ما لنا! لقد كنا نسمُر فنكثِر السَّمَر، وما نطيق الليلة سَمَرًا، وما نريد دعاءً إلا حيلَ بيننا وبينه! فقال: يُذْهَب بالراعي وتتفرق الغنم. وجعل يأتي بكلام نحو هذا، ينعَى به نفسه، ثم قال: الحقُّ ليكفرنّ بي أحدكم، قبل أن يصيحَ الديكُ ثلاث مرات؛ وليبيعنّني أحدكم بدراهم يسيرة، وليأكلنّ ثمني. فخرجوا فتفرّقوا؛ وكانت اليهود تطلبه، فأخذوا شمعون - أحد الحواريين - فقالوا: هذا من أصحابه، فجحد وقال: ما أنا بصاحبه، فتركوه، ثم أخذه آخرَ فجحد كذلك، ثم سمع صوت ديك، فبكَى، فلما أصبح أتى أحدُ الحواريين إلى اليهود، فقال: ما تجعلون لي إن دللتُكم على المسيح؟ فجعلوا له ثلاثين درهمًا، فأخذها ودلَّهم عليه - وكان شُبِّه عليهم قبل ذلك - فأخذوه، فاستوثقوا منه، وربطوه بالحبل، فجعلوا يقودونه، ويقولون: أنت كنتَ تحيي الموتى، وتنتهر الشيطان، وتبرئ المجنون، أفلا تفتح نفسك من هذا الحبل! ويبصقون عليه، ويُلقُون عليه الشوكَ، حتى أتوْا به الخشبة التي أرادوا أن يصلبوه عليها، فرفعه الله إليه، وصلَبوا ما شُبِّه لهم، فمكث سبعًا. ثم إن أمه والمرأة - التي كان عيسى يداويها فأبرأها الله من الجنون - جاءتا تبكيان عند المصلوب، فجاءهما عيسى عليه السلام، فقال: على مَنْ تبكيان؟ فقالتا: عليك، فقال: إني قد رفعني الله إليه، ولم يُصبني إلّا خير، وإنّ هذا شيء شُبِّه لهم، فاؤْمُرَا الحواريين أن يَلقوْني إلى مكان كذا وكذا، فلقوه إلى ذلك المكان أحدَ عشر، وفقد الذي كان باعه، ودلّ عليه اليهود، فسأل عنه أصحابه، فقالوا: إنه ندم على ما صنع، فاختنق وقتل نفسه، فقال: لو تاب تاب الله عليه! ثم سألوه عن غلام يتبعهم يقال له: يحيى، فقال: هو معكم، فانطلِقوا فإنه سيصبح كلّ إنسان منكم يحدّث بلغة قوم فلينذرهم وليدعهم (١). (١: ٦٠١/ ٦٠٢).

٧٨٧ - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة عن ابن إسحاق، عمنّ لا يتّهم، عن وَهْب بن منبّه اليمانيِّ، قال: توفّى الله عيسى ابن مريم ثلاثَ ساعات من النهار، حتى رفعه الله إليه (٢). (١: ٦٠٢).


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>