للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها، فقال له كما قال له، ثم قال له: أتُسلِم أو أكسر هذه العصا؟ فقال: بِهِلْ بهِلْ بِهِلْ؛ ثلاثًا؛ فخرج عنه فدعا كسرى حجّابه وحرّاسه وبوّابيه فتغيّظ عليهم وقال لهم كما قال أول مرة، فقالوا: ما رأينا أحدًا دخل عليك. حتى إذا كان في العام الثالث أتاه في الساعة التي جاءه فيها، فقال له كما قال: أتُسلِم أو أكسر هذه العصا؟ فقال: بِهِلْ بِهِلْ، قال: فكسر العصا، ثم خرج فلم يكن إلَّا تهوُّرُ ملكه؛ وانبعاثُ ابنه والفرْس حتى قتلوه (١). (٢: ١٩١).

٨٥٢ - قال عبد الله بن أبي بكر: فقال الزهريّ: حدّثت عمر بن عبد العزيز هذا الحديث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن فقال: ذُكِر لي: أن الملَك إنما في خل عليه بقارورتين في يديه، ثم قال له: أسلم، فلم يفعل، فضرب إحداهما على الأخرى فرضّهما، ثم خرج فكان من [أمر] هلاكه ما كان (٢). (١: ١٩١).

٨٥٤ - حدثني يحيى بن جعفر، قال: أخبرنا عليّ بن عاصم، قال: أخبرَنا خالد الحذّاء، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي بَكْرة، يقول: بينما كسرى بن هرمز نائم ليلة في هذا الإيوان، إيوان المدائن، والأساورة محدِقون بقصره؛ إذ أقبل رجل يمشي معه عصا، حتى قام على رأسه، فقال: يا كسرى بن هرمز؛ إنّي رسول الله إليك أن تُسلم، قالها ثلاث مرات - وكسرى مستلقٍ ينظر إليه لا يجيبه؛ ثم انصرف عنه - قال: فأرسل كسرى إلى صاحب حَرَسه، فقال: أنت أدخلت عليّ هذا الرجل؟ قال: لم أفعل ولم يدخل من قِبَلنا أحد. قال: فلما كان العام المقبل، خاف كسرى تلك الليلة. فأرسل إليه أن أحِدقْ بقصري، ولا يدخل عليّ أحد، قال: ففعل، فلما كان تلك الساعة إذا هو قائم على رأسه، ومعه عصًا، وهو يقول له: يا كسرى بن هرمز! إنّي رسولُ الله إليك أن تُسلم، فأسِلم خير لك - قال: وكسرى ينظر إليه لا يجيبه - فانصرف عنه، قال: فأرسل كسرى إلى صاحب الحرس: ألم آمرك ألا يدخلَ عليّ أحد! قال: أيّها الملك؛ إنّه والله ما دخل عليك مِنْ قِبَلنا أحد، فانظرْ من أين دخل عليك؟ قال: فلما كان العام المقبل؛ فكأنّه خاف تلك الليلة، فأرسل إلى صاحب الحرَس والحرس: أن أحدِقوا بي الليلة، ولا تدخل امرأة ولا رجل، ففعلوا، فلما كان تلك الساعة؛


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>