للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابني؟ ! قال ابن عمر: قد نهاكم الله أن تقتلوا أنفسكم؛ فلم يزدها عبد الله بن عمر على ذلك، فجاءت عبدَ الله بن عبّاس فاستفتته، فقال: أمر الله بوفاء النذر [والنذر دين]، ونهاكم أن تقتلوا أنفسكم - وقد كان عبد المطلب بن هاشم نَذرَ إن توافَى له عشرة رهط؛ أن ينحرَ أحدهم، فلما توافَى له عشرة؛ أقْرع بينهم: أيّهم ينحر؟ فطارت القرعة على عبد الله بن عبد المطّلب، وكان أحبَّ الناس إلى عبد المطلب، فقال عبد المطّلب: اللهمّ هو أو مئة من الإبل، ثم أقرع بينه وبين الإبل، فطارت القُرعة على المئة من الإبل - فقال ابن عبّاس للمرأة: فأرى أن تنحري مئة من الإبل مكان ابنك، فبلغ الحديث مرْوان، وهو أمير المدينة، فقال: ما أرى ابن عمر ولا ابن عباس أصابا الفُتْيا: إنه لا نذر في معصية الله، استغفري الله وتوبي إلى الله، وتصدّقي واعملي ما استطعت من الخير؛ فأمّا أن تنحري ابنك فقد نهاك الله عن ذلك. فسُرّ الناس بذلك، وأعجبهم قولُ مرْوان، ورأوا: أنه قد أصاب الفتيَا، فلم يزالوا يفتون بألّا نَذْرَ في معصية الله (١). (٢٤٠: ٢).

٨٦١ - وأمّا ابن إسحاق؛ فإنه قصّ من أمر نذر عبد المطلب هذا قصّة، هي أشيع مما في هذا الخبر الذي ذكرناه عن ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب، وذلك ما حدَّثنا به ابن حُمَيد، قال: حدَّثنا سلمَة بن الفضل عن محمد بن إسحاق، قال: كان عبدُ المطلب بن هاشم -فيما يذكرون والله أعلم- قد نَذرَ حين لقِيَ من قريش في حفر زمزم ما لَقِيَ: لئن وُلد له عشرة نفر ثم بلغوا معه حتّى يمنعوه؛ لينحرنّ أحدَهم لله عند الكعبة، فلما توافى له بنوه عشرة، وعرف: أنهم سيمنعونه، جمعهم ثم أخبرهم بنذْرِه الذي نذر، ودعاهم إلى الوفاء لله بذلك، فأطاعوه، وقالوا: كيف نصنع؟ قال: يأخذ كلّ رجل منكم قِدْحًا، ثم ليكتب فيه اسمه، ثم ائتوني به، ففعلوا، ثم أتوْه، فدخل على هُبَل في جوف الكعبة، وكانت هُبَل أعظمَ أصنام قريش بمكّة، وكانت على بئر في جوف الكعبة، وكانت تلك البئر هي التي يُجمع فيها ما يُهدى للكعبة، وكان عند هُبَل سبعةُ أقْدح، كلّ قِدْح منها فيه كتاب: قِدْح فيه العقل، إذا اختلفوا في العَقْل مَنْ يحمله منهم ضربوا بالقِداح السبعة، [فإن خرج العقل فعلى من خرج حمله]، وقِدْح فيه:


(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>