للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فانطلقوا حتى قدموا المدينة، فوجدوها -فيما يزعمون- بخيبر، فركبوا إليها حتى جاؤوها، فسألوها، وقَصّ عليها عبد المطّلب خبره، وخبر ابنه، وما أراد به، ونذرَه فيه. فقالت لهم: ارجعوا عَنّي اليوم حتى يأتيَني تابعي فأسأله. فرجعوا عنها، فلمَّا خرجوا من عندها؛ قام عبد المطّلب يدعو الله، ثم غدوْا عليها، فقالت: نعم، قد جاءني الخبر، كم الدِّيةُ فيكم؟ قالوا: عشر من الإبل - وكانت كذلك - قالت: فارجعوا إلى بلادكم، ثم قرّبوا صاحبكم، وقربوا عَشْرًا من الإبل، ثم اضربوا عليها وعليه بالقِداح، فإن خرجت على صاحبكم؛ فزيدوا في الإبل حتى يرضى ربُّكم، وإن خرجت على الإبل؛ فانحروها، فقد رضيَ ربُّكم، ونجا صاحبكم.

فخرجوا حتى قدموا مكّة، فلما أجمعوا لذلك من الأمر؛ قام عبد المطّلب يدعو الله، ثم قَرّبوا عبد الله وعشرًا من الإبل - وعبد المطّلب في جوف الكعبة عند هُبَل يدعو الله - فخرج القِدْح على عبد الله، فزادوا عشرًا، فكانت الإبل عشرين، وقام عبد المطّلب في مكانه ذلك يدعو الله، ثم ضربوا فخرج السَّهم على عبد الله، فزادوا عشرًا من الإبل، فكانت ثلاثين، ثم لم يزالوا يضربون بالقِداح، ويخرج القِدْح على عبد الله، فكلّما خَرج عليه زادوا من الإبل عشرًا؛ حتى ضربوا عشر مرات، وبلغت الإبل مئة، وعبد المطّلب قائم يدعو، ثم ضربوا فخرج القِدْح على الإبل، فقالت قريش ومَنْ حضر: قد انتهى رضا ربّك يا عبد المطّلب! فزعموا: أن عبد المطّلب قال: لا والله حتَّى أضرب عليها ثلاث مرات! فضربوا على الإبل وعلى عبد الله، وقام عبد المطّلب يدعو، فخرج القِدْح على الإبل، ثم عادوا الثانية وعبد المطّلب قائم يدعو، ثم عادوا الثالثة فضربوا، فخرج القِدْح على الإبل فنُحِرت، ثم ترِكتْ لا يُصدُّ عنها إنسان ولا سَبُع (١). (٢: ٢٤١/ ٢٤٢ / ٢٤٣).

٨٦٢ - ثم انصرف عبدُ المطّلب آخذًا بيد ابنه عبد الله، فمرّ -فيما يزعمون- على امرأة من بني أسد [بن عبد العزّى بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر] يقال لها: أمّ قِتَال بنت نوفل بن أسد بن عبد العزَّى، وهي


(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>