للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٢ - حدثني الحارث، قال: حدَّثنا ابنُ سعد، قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حدَّثني مُصعب بن ثابت، قال: حدَّثنا أبُو الأسود محمّد بن عبد الرحمن بن الأسود بن نَوْفل، قال: كان إسلام الزُّبير بعد أبي بكر، كان رابعًا أو خامسًا (١). (٢: ٣١٨).

٣٣ - وأمّا ابن إسحاق، فإنّه ذكر: أنّ خالد بن سعيد بن العاص وامرأته أمينَة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة، من خُزاعة، أسلما بعد جماعة كثيرة غير الذين ذكرتُهم بأسمائهم: أنهم كانوا من السّابقين إلى الإسلام (٢).

٣٤ - حدَّثنا ابن حُميد، قال: حدَّثنا سَلمة، قال: حدّثني محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم، عن المِنْهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، عن عبد الله بن عباس، عن عليّ بن أبي طالب، قال: لما نزلتْ هذه الآية على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}، دعاني رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: يا عليّ، إنَّ الله أمرَنِي أن أنذِر عشيرتي الأقربين، فضقتُ بذلك ذرعًا، وعرفت أنّي متى أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمتُّ عليه حتى جاءني جبرئيل فقال: يا محمد، إنَّك إلَّا تَفْعل ما تؤمر به يُعذّبُك ربُّك، فاصنعْ لنا صاعًا من طعام، واجعل عليه رَحْلَ شاةٍ واملأ لنا عُسًّا من لبن؛ ثم اجمعْ لي بني عبد المطلب حتى أكلِّمهم، وأبلغهم ما أمرت به.

ففعلت ما أمرني به، ثم دعوتُهم له، وهم يومئذ أربعون رجلًا، يزيدون


(١) إسناده ضعيف وسنتحدث أيضًا عن متنه لاحقًا.
(٢) إسناده ضعيف وقد أخرجه ابن إسحاق منقطعًا.
ولقد جمع الإمام أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه بين هذه الأقوال المختلفة في تحديد أول من أسلم بقوله: أول من أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر، ومن النساء خديجة، ومن الموالي زيد بن حارثة، ومن الغلمان علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين (البداية والنهاية ٣/ ٢٨).
وجمع ابن كثير بين هذه الأقوال نحو جمع أبي حنيفة فقال: خديجة أول من أسلم من النساء - وظاهر السياقات- وقيل: الرجال أيضًا وأول من أسلم من الموالي زيد بن حارثة، وأول من أسلم من الغلمان علي بن أبي طالب فإنه كان صغيرًا دون البلوغ على المشهور وهؤلاء كانوا إذ ذاك أهل البيت. وأول من أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر الصديق. اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>