للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأشياخ، قال: فنزلت هذه الآية: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (١). (٢: ٣٢٣/ ٣٢٤ / ٣٢٥).

٣٩ - حدثنا أبو كُرَيب وابن وَكِيع، قالا: حدَّثنا أبو أسامة، قال: حدَّثنا الأعمش، قال: حدَّثنا عبَّاد عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، قال: لما مَرِض أبو طالب، فدخل عليه رَهْطٌ من قريش، فيهم أبو جهل، فقال: إنَّ ابنَ أخيك يشتم آلهتنا، ويفعل ويفعل؛ ويقول ويقول، فلو بعثتَ إليه فنهيتَه! فبعث إليه، فجاء النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فدخل البيت وبينهم وبين أبي طالب قَدْر مجلس رجل، قال: فخشيَ أبو جهل إنْ جلس إلى جنب أبي طالب أن يكون أرقّ له عليه، فوثب فجلس في ذلك المجلس ولم يجد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مجلسًا قُرْبَ عَمه، فجلس عند الباب، فقال له أبو طالب: أي ابنَ أخي! ما بالُ قومِك يشكُونَك؛ يزعمون: أنك تشتمُ آلهتَهم وتقول وتقول! قال: وأكثروا عليه من القولِ، وتكلَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - , فقال: يا عمّ، إني أريدهم على كلمة واحدة يقولونها، تدين لهم بها العرب، وتؤدّي إليهم بها العجم الجِزْية. ففزعوا لكلمته ولقوله؛ فقال القوم كلمةً واحدة: نعم وأبيك عشرًا. فما هي؟ فقال أبو طالب: وأيّ كلمةٍ هي يا بن أخي؟ ! قال: لا إله إلا الله، قال: فقاموا فزِعين ينفضُون ثيابهم، وهم يقولون: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيءٌ عُجَابٌ}. قال: ونزلت من هذا الموضع إلى قوله: {لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ}. لفظ الحديث لأبي كريب (٢). (٢: ٣٢٥/ ٣٢٦).

٤٠ - رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق. فحدَّثنا ابن حميد، قال: حدَّثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: فحدّثني يعقوب بن عُتْبَة بن المغيرة بن الأخنس: أنه حدَّث أن قُريشًا حين قالت لأبي طالب هذه المقالة، بعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: يا بن أخي، إنَّ قومَك قد جاؤوني فقالوا لي كذا وكذا، فأبقِ عليَّ وعلَى نفسك ولا تُحمِّلْني من الأمر ما لا أطيق! فظنَّ


(١) إسناده ضعيف وهو حديث ضعيف ورواه ابن إسحاق مختصرًا كما سيأتي بعد قليل بسند منقطع وفيه: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا عمّ والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه، ما تركته. (سيرة ابن هشام ١/ ٣٣٥).
وكذلك أخرجه البيهقي في الدلائل (٢/ ١٨٧) من طريق ابن إسحاق الضعيف والله أعلم.
(٢) حديث ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>