للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٨ - حدَّثني محمد بن الحسين، قال: حدَّثنا أحمد بن المفَضَّل، قال: حدَّثنا أسباط عن السدّيّ: أن ناسًا من قريش اجتمعوا، فيهم أبو جهل بن هشام، والعاص بن وائل، والأسود بن المُطَّلب، والأسود بن عبد يغوث في نفرٍ من مَشْيَخة قريش، فقال بعضهم لبعض: انطلقوابنا إلى أبي طالب فنكلِّمَه فيه؛ فلْيُنْصفْنا منه، فيأمره فليكفّ عن شتم آلهتنا، وندَعه وإلهه الذي يعبد؛ فإنَّا نخافُ أن يموت هذا الشيخ فيكون منا شيء فتعيّرنا العرب؛ يقولون: تركوه؛ حتى إذا مات عَمّه؛ تناولوه.

قال: فبعثوا رجلًا منهم يُدعَى المطَّلب، فاستأذن لهم على أبي طالب، فقال: هؤلاء مشيَخة قومك وسَرواتهم، يستأذنون عليك. قال: أدخلْهم؛ فلما دخلوا عليه، قالوا: يا أبا طالب، أنت كبيرُنا وسيِّدنا، فأنصفنا من ابن أخيك، فمُرْه فلْيكفّ عن شَتْم آلهتنا، ونَدَعَه وإلهه.

قال: فبعث إليه أبو طالب، فلمّا دخلَ عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: يابنَ أخي! هؤلاء مشيَخة قومك وسَرَواتهم، وقد سألوك النَّصف، أن تكفّ عن شَتْم آلهتهم ويدَعُوك وإلهَك. قال: أي عمّ! أوَلا أدعوهم إلى ما هُوَ خير لهم منها؟ قال: وإلامَ تدعوهم؟ قال: أدعوهم إلى أن يتكلّموا بكملة تدين لهم بها العرب، ويملكون بها العجم. قال: فقال أبوجهل من بين القوم: ما هي وأبيك؟ ! لنعطينَّكها وعشرًا أمثالها. قال: تقول: لا إله إلا الله. قال: فَنَفروا [وتفرّقوا] وقالوا: سَلْنَا غير هذه، فقال: لو جئتموني بالشمس حتى تضعُوها في يدي؛ ما سألتُكم غيرها! قال: فغضبوا وقاموا من عنده غِضَاب، وقالوا: والله لنشتمنَّك وإلهك الذي يأمُرُك بهذا! {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيءٌ يُرَادُ} إلى قوله: {إلا اخْتِلَاقٌ}.

وأقبل على عَمِّه فقال له عَمُّه: يابن أخي! ما شططتَ عليهم، فأقبل على عمِّه فدعاه، فقال: قل كلمةً أشهدُ لك بها يوم القيامة، تقول: لا إله إلا الله، فقال: لولا أن تعيبكم بها العرب، يقولون: جزع من الموت لأعطيتُكها؛ ولكن على ملَّةِ

<<  <  ج: ص:  >  >>