للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعود؟ قال: نعم، قال: ائت المطعم بن عديّ، فقل له: إنَّ محمدًا يقول لك: هل أنت مجيري حتى أبلِّغ رسالات ربي؟ قال: نعم، فلْيدخل، قال: فرجع الرّجل إليه فأخبره، وأصبح المطعِم بن عديّ قد لبس سلاحه هو وبنوه وبنو أخيه، فدخلوا المسجد، فلمّا رآه أبو جهل، قال: أمُجيرٌ أم متابع؟ قال: بل مجير، قال: فقال: قد أجرْنا مَنْ أجرت، فدخل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مكة؛ وأقام بها، فدخل يومًا المسجد الحرام والمشركون عند الكعبة، فلما رآه أبو جهل، قال: هذا نبيّكم يا بني عبد مناف، قال عتبة بن ربيعة: ما تنكرُ أن يكون منّا نبيّ أو ملك! فأخبر بذلك النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أو سمعه - فأتاهم، فقال: أمّا أنتَ يا عُتْبة بن ربيعة فوالله ما حميتَ لله ولا لرسوله؛ ولكنْ حميتَ لأنْفِك، وأما أنتَ يا أبا جهل بن هشام؛ فوالله لا يأتي عليك غير كبير من الدّهر حتى تضحك قليلًا وتبكي كثيرًا. وأمّا أنتم يا معشر الملأ من قريش؛ فوالله لا يأتي عليكم غير كبير من الدّهر حتى تدخلوا فيما تنكرون، وأنتم كارهون (١).

٥٥ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلمَة، قال: وحدّثني محمد بن إسحاق، قال: حدَّثنا محمد بن مسلِم بن شهاب الزهريّ: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى كِنْدة في منازلهم، وفيهم سيّد لهم، يقال له: مُلَيح، فدعاهم إلى الله عزّ وجلّ، وعرَض عليهم نفسَه، فأبوْا عليه (٢).

٥٦ - حدَّثنا ابن حُميد، قال: حدَّثنا سلمَة، قال: حدَّثني محمّد بن إسحاق، قال: حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن حُصَين: أنَّه أتى كلْبًا في منازلهم إلى بطن منهم يقال لهم بنو عبد الله، فدعاهم إلى الله عزّ وجلّ، وعرَض عليهم نفسَه؛ حتى إنَّه ليَقول لهم: يا بني عبد الله، إن الله قد أحسن اسم


(١) ذكره الطبري بلا إسناد فقال: وذكر بعضهم مسألة إجارة المطعم بن عدي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد رجوعه من الطائف أخرجه كذلك ابن سعد في طبقاته (١/ ٢١١ - ٢١٢) من طريق الواقدي وفيه صد أهل الطائف له ثم خروجه من عندهم واستماع الجن لقراءته ثم دخوله في جوار المطعم، وإسناده ضعيف فالواقدي متروك وكذلك أخرجه ابن هشام عن ابن إسحاق بلاغًا. فالحديث ضعيف والله أعلم.
(٢) إسناده ضعيف وكذلك رواه ابن هشام في السيرة (٢/ ٧٥) من طريق ابن إسحاق عن الزهري مرسلًا. فالحديث ضعيف والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>