للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثَوى في قُرَيشٍ بِضْعَ عَشْرَةَ حِجَّةً ... يذَكِّرُ لو يَلْقى صَدِيقًا مواتِيَا!

وَيعْرِضُ في أَهْلِ المَوَاسِمِ نَفْسَهُ ... فَلَمْ يَرَ مَنْ يؤوي، ولَمْ يَرَ داعِيا

فلمَّا أتانا أظْهَرَ اللهُ دِينَهُ ... فأصْبَحَ مَسْرُورًا بطَيبةَ رَاضِيَا

وألْفَى صَدِيقًا واطْمَأَنَّتْ به النَّوَى ... وكان له عَوْنًا مِنَ اللهِ باديا

يَقُصُّ لنا ما قال نُوحٌ لقَوْمِهِ ... وما قال مُوسَى إذْ أجابَ المُنادِيا

وأصْبَحَ لَا يَخْشَى مِنَ النَّاس واحدًا ... قريبًا، ولا يَخْشَى من النَّاس نائيا

بَذَلْنا له الأَمْوال منْ جُلِّ مَالنا ... وأنْفُسنا عند الْوَغَى والتَّآسيا

ونعلَمُ أن اللهَ لا شيءَ غيره ... ونعلَمُ أن اللهَ أفْضلُ هاديا

فأخبر أبو القيس في قصيدته هذه أن مقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قومه قريش كان بعد ما استنبيء وصَدَع بالوحي من الله بضع عشرة حجّة (١). (٢: ٣٨٥/ ٣٨٦).

٨٠ - قال أبو جعفر: وقد روى عن الشعبيّ أنّ إسرافيل قُرن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يوحَى إليه ثلاث سنين.

حدَّثني الحارث، قال: حدَّثنا ابن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر الواقديّ، قال: حدَّثنا الثوريّ، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبيّ - قال: وحدَّثنا إملاءً من لفظه منصورٌ عن الأشعث، عن الشعبيّ - قال: قُرن إسرافيل بنبوّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث سنين، يسمع حسّه، ولا يرى شخصه. ثم كان بعد ذلك جبريلُ - عليه السلام -. قال الواقديّ: فذكرتُ ذلك لمحمّد بن صالح بن دينار، فقال: والله يا بن أخي لقد سمعت عبدَ الله بن أبي بكر بن حَزْم، وعاصم بن عمر بن قتادة يحدّثان في المسجد ورجل عراقيّ يقول لهما هذا، فأنكراه جميعًا وقالا: ما سمعنا ولا علمنا إلَّا أن جبريل هو الذي قُرن به، وكان يأتيه بالوحي من يوم نُبِّيء إلى أن توفِّي - صلى الله عليه وسلم - (٢). (٢: ٣٨٦/ ٣٨٧).

٨١ - حدَّثنا ابن المثنَّى، قال: حدَّثنا ابنُ أبي عديّ عن داود، عن عامر، قال: أنزلتْ عليه النبوّة وهو ابن أربعين سنة، فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين، فكان يعلّمه الكلمة والشيء، ولم ينزل القرآن على لسانه، فلمّا مضت ثلاث


(١) ذكر أبو جعفر هذا الكلام بلاغًا بلا إسناد.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>