للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٤ - حدَّثني محمد بن إسماعيل، قال: حدَّثنا أبو نعيم، قال: حدَّثنا حَبَّان بن عليّ العَنَزِيّ عن مُجالد، عن الشعبيّ، قال: كتب أبو موسى الأشعريّ إلى عمر: إنَّه تأتينا منك كتب ليس لها تأريخ. قال: فجمع عمر النّاس للمشورة، فقال بعضُهم: أرّخْ لمبعثِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال بعضهم: لمهاجَر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر: لا بل نؤرّخ لمهاجَر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنَّ مهاجَرَه فرق بين الحقّ والباطل (١). (٢: ٣٨٨).

٨٥ - حدّثني محمّد بن إسماعيل، قال: حدَّثنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدَّثنا خالد بن حيّان أبو يزيد الخرَّاز عن فُرات بن سَلْمان، عن ميمون بن مهران، قال: رفِعَ إلى عمر صَكٌّ مَحلّه في شعبان، فقال عمر: أيّ شعبان؟ الذي هو آت، أو الذي نحن فيه؟ قال: ثم قال لأصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: ضعوا للنّاس شيئًا يعرِفونه، فقال بعضهم: اكتبُوا على تأريخ الرّوم، فقيل: إنهم يكتبُون من عَهْدِ ذي القرنين؛ فهذا يطول. وقال بعضهم: اكتبوا على تأريخ الفرْس؛ فقيل: إنَّ الفرْس كلّما قام ملك طرح مَنْ كان قبله؛ فاجتمع رأيُهُم على أن ينظروا: كَمْ أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة؟ فوجدوه عشر سنين؛ فكتب التأريخ من هجرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٢). (٢: ٣٨٨/ ٣٨٩).

٨٦ - حدِّثت عن أمية بن خالد، وأبي داود الطّيالسيّ عن قرّة بن خالد السَّدوسيّ، عن محمّد بن سيرين، قال: قام رجل إلى عمرَ بن الخطاب فقال: أرّخوا، فقال عُمر: ما "أرّخوا"؟ قال: شيء تفعله الأعاجم، يكتبون في شَهر كذا من سنة كذا، فقال عمر بن الخطاب: حَسَنٌ، فأرّخوا. فقالوا: من أيّ السنين نبدأ؟ قالوا: من مبعثِه، وقالوا: من وفاتِه؛ ثم أجمعوا على الهجرة. ثم قالوا: فأيّ الشهور نبدأ؟ فقالوا: رمضان، ثم قالوا: المحرّم، فهو منصَرَف الناس من


(١) إسناده ضعيف ولكن اتفاق الصحابة على بدء التأريخ في الإسلام بهجرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكما سيأتي في القسم الصحيح (١٣٣) وسنتحدث عن ذلك بعد الحديث (٢/ ١٤٠) إن شاء الله تعالى.
(٢) إسناده مرسل وقد نسب الحافظ ابن حجر إخراجه إلى الحاكم والبخاري في الأدب المفرد وغيرهما عن ميمون بن مهران مرسلًا.
وراجع تعليقنا بعد الحديث (٣/ ١٤٠) وبعد الحديث (١٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>